الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [30] وقيل للذين اتقوا ماذا أنـزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل للذين اتقوا وهم المؤمنون: ماذا أنـزل ربكم قالوا خيرا أي : أنزل خيرا ، أي : رحمة وبركة لمن اتبعه وآمن به . ثم أخبر سبحانه عما وعد به عباده بقوله: للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير أي: لمن أحسن عمله ، مكافأة في الدنيا بإحسانهم ، ولهم في الآخرة ما هو خير منها . فقوله : { في هذه الدنيا } متعلق بـ : { حسنة } كتعلقه بـ : { أحسنوا } . قال الشهاب : والحسنة التي في الدنيا : الظفر وحسن السيرة وغير ذلك . وهذه الآية كقوله تعالى : من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون وقوله : فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة وقال تعالى : وما عند الله خير للأبرار [ ص: 3799 ] وقال : والآخرة خير وأبقى ثم وصف تعالى الدار الآخرة بقوله : ولنعم دار المتقين

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية