الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [120-121] إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم .

                                                                                                                                                                                                                                      إن إبراهيم كان أمة أي : إماما يقتدى به ، كقوله تعالى : إني جاعلك للناس إماما أو كان وحده أمة من الأمم ؛ لاستجماعه كمالات لا توجد في غيره : قانتا لله أي : خاشعا مطيعا له ، قائما بما أمره : حنيفا أي : مائلا عن كل دين باطل إلى الدين الحق : ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه أي : قائما بشكر نعم الله عليه ، مستعملا لها على [ ص: 3875 ] الوجه الذي ينبغي ، كقوله تعالى : وإبراهيم الذي وفى أي : قام بجميع ما أمره الله تعالى به : اجتباه أي : اختاره واصطفاه للنبوة : وهداه إلى صراط مستقيم وهو عبادة الله وحده لا شريك له ، على شرع مرضي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية