وقوله تعالى:
[ ص: 4152 ] القول في تأويل قوله تعالى:
[58] أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا .
أولئك إشارة إلى المذكورين في السورة من لدن زكريا إلى إدريس عليه السلام. وما فيه من معنى البعد، للإشعار بعلو رتبتهم وبعد منزلتهم في الفضل. وقوله تعالى: الذين أنعم الله عليهم أي: بفنون النعم الدينية والدنيوية: من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا أي: هديناهم للحق واجتبيناهم للنبوة والكرامة: إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا أي: إذا سمعوا كلام الله المتضمن حججه ودلائله وبراهينه، سجدوا لربهم خضوعا واستكانة. مع ما لهم من علو الرتبة. وسمو الزلفى عنده تعالى. وفي الآية . استحباب السجود والبكاء عند سماع التلاوة
قال : أجمع العلماء على مشروعية السجود ههنا، اقتداء بهم، واتباعا لمنوالهم. وروى ابن كثير ابن جرير : أن وابن أبي حاتم رضي الله عنه قرأ سورة مريم فسجد. وقال: هذا السجود فأين البكي . عمر بن الخطاب