القول في تأويل قوله تعالى:
[28] يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون .
يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم أي: مما قدموا وأخروا. فهو المحيط بهم علما: ولا يحيطون بشيء من علمه فكيف يخرجون عن عبوديته؟ ولا يشفعون إلا لمن ارتضى أي: أن يشفع له، مهابة منه تعالى.
قال المهايمي : كيف يخرجون عن عبوديته ولا يقدرون على أدنى وجوه معارضته. لأنهم لا يشفعون [ ص: 4265 ] إلا لمن ارتضى. إذ الشفاعة لغير المرتضى نوع معارضة معه. وكيف يعارضونه: وهم من خشيته أي: قهره: مشفقون أي: خائفون.
قال : وقوله: ابن كثير ولا يشفعون إلا لمن ارتضى كقوله: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه وقوله: ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له في آيات كثيرة بمعنى ذلك.