الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [52] وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم .

                                                                                                                                                                                                                                      وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى أي : رغب في انتشار [ ص: 4353 ] دعوته ، وسرعة علو شرعته : ألقى الشيطان في أمنيته أي : بما يصد عنها ، ويصرف المدعوين عن إجابتها : فينسخ الله ما يلقي الشيطان أي : يبطله ويمحقه : ثم يحكم الله آياته أي : يثبتها : فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض والله عليم يعلم الإلقاءات الشيطانية ، وطريق نسخها من وجه وحيه حكيم يحكم آياته بحكمته . ثم أشار إلى أن من مقتضيات حكمته أنه يجعل الإلقاء الشيطاني فتنة للشاكين المنافقين والقاسية قلوبهم عن قبول الحق ، ابتلاء لهم ليزدادوا إثما . ورحمة للمؤمنين ليزدادوا ثباتا واستقامة ، فقال تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية