الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [54] قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين .

                                                                                                                                                                                                                                      قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا أي : تولوا عن الإطاعة : فإنما عليه ما حمل أي : كلفه من أداء الرسالة . فإذا أدى فقد خرج من عهدة تكليفه .

                                                                                                                                                                                                                                      وعليكم ما حملتم أي : ما أمرتم به من الطاعة والتلقي بالقبول والإذعان والقيام بمقتضاه : وإن تطيعوه تهتدوا أي : لأنه يدعوكم إلى الصراط المستقيم . فإن أطعتموه فقد أحرزتم نصيبكم من الخروج عن الضلالة إلى الهدى . وإن لم تفعلوا وتوليتم فقد عرضتم نفوسكم لسخط الله وعذابه : وما على الرسول إلا البلاغ المبين أي : التبليغ البين بنفسه ، أو الموضح لما أمرتم به .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 4545 ] ولما تضمن قوله تعالى : { تهتدوا } إشارة إلى وعد كريم ومستقبل فخيم ، استأنف التصريح به تقريرا له ، بقوله سبحانه :

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية