القول في تأويل قوله تعالى:
[85 - 89]
nindex.php?page=treesubj&link=30351_30362_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=85ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون nindex.php?page=treesubj&link=31755_32412_32415_32438_32440_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=86ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون nindex.php?page=treesubj&link=30293_30296_30337_30339_32437_34092_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين nindex.php?page=treesubj&link=28723_30296_31757_34257_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون nindex.php?page=treesubj&link=29675_30180_30495_30503_30531_34508_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=89من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=85ووقع القول أي: مدلوله وهو العقاب الموعودون به:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=85عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=86ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا أي: ليبصروا، بما فيه من الإضاءة طرق التقلب في أمور المعاش:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=86إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87ويوم ينفخ [ ص: 4689 ] في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه أي: حضروا الموقف بين يديه:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87داخرين أي: صاغرين:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وترى الجبال عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87ينفخ داخل في حكم التذكير:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88تحسبها جامدة أي: ثابتة في أماكنها:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وهي تمر مر السحاب أي: في تخلل أجزائها وانتفاشها. كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وتكون الجبال كالعهن المنفوش nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون أي: فيجازيهم عليه.
تنبيه:
ما ذكرناه في تفسير هذه الآية هو ما ذهب إليه كثير. قالوا: المراد بهذه الآية تسيير الجبال الذي يحصل يوم القيامة، حينما يبيد الله تعالى العوالم، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=20وسيرت الجبال فكانت سرابا وكما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=10وإذا الجبال نسفت وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وتكون الجبال كالعهن المنفوش
وقال بعض علماء الفلك: لا يمكن أن يكون المراد بهذه الآية ما قالوه، لعدة وجوه:
الأول: أن قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وترى الجبال تحسبها جامدة لا يناسب مقام التهويل والتخويف إذا أريد بها بما يحصل يوم القيامة. وكذلك قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88صنع الله الذي أتقن كل شيء لا يناسب مقام الإهلاك والإبادة، على أن محل هذه الآية على المستقبل، مع أنها صريحة في إرادة الحال، شيء لا موجب له. وهو خلاف الظاهر منها.
الثاني: أن سير الجبال للفناء يوم القيامة، يحصل عند خراب العالم وإهلاك جميع الخلائق وهذا شيء لا يراه أحد من البشر كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله أي: من الملائكة. فما معنى قوله إذن:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وترى الجبال تحسبها جامدة [ ص: 4690 ] الثالث: أن تسيير الجبال الذي يحصل يوم القيامة، إذا رآه أحد شعر به. لأنه ما دام وضعها يتغير بالنسبة للإنسان، فيحس بحركتها. وهذا ينافي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88تحسبها جامدة أي: ثابتة. أما في الدنيا فلا نشعر بحركتها، لأننا نتحرك معها ولا يتغير وضعنا بالنسبة لها. وهذا بخلاف ما يحصل يوم القيامة. فإن الجبال تنفصل عن الأرض وتنسف نسفا. وهذا شيء يراه كل واقف عندها.
الرابع: ورود هذه الآية في سياق الكلام على يوم القيامة، لورود آية:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=86ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا المذكورة قبلها في نفس هذا السياق، والمراد بهما ذكر شيء من دلائل قدرة الله تعالى، المشاهدة آثارها في هذا العالم الآن من حركة الأرض وحدوث الليل والنهار، ليكون ذلك دليلا على قدرته على البعث والنشور يوم القيامة فإن القادر على ضبط حركات هذه الأجرام العظيمة، لا يصعب عليه أن يعيد الإنسان، وأن يضبط حركاته وأعماله ويحصيها عليه. ولذلك ختم هذه الآية بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88إنه خبير بما تفعلون فذكر هذه الأشياء في هذا السياق، هو كذكر الدليل مع المدلول، أو الحجة مع الدعوى. وهي سنة القرآن الكريم. فإنك تجد الدلائل منبثة بين دعاويه دائما، حتى لا يحتاج الإنسان لدليل آخر خارج عنها. وذلك شيء مشاهد في القرآن من أوله إلى آخره. اهـ كلامه.
وقال العلامة
المرجاني في مقدمة كتابه (وفية الأسلاف، وتحية الأخلاف) في بحث علم الهيئة، ما مثاله:
ويدل على حركة الأرض قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب الآية. فإنه خطاب لجناب الرسول صلى الله عليه وسلم، وإيذان الأمر له بالأصالة مع اشتراك غيره في هذه الرؤية. وحسبان جمود الجبال وثباتها على مكانها، مع كونها متحركة في الواقع بحركة الأرض، ودوام مرورها مر السحاب في سرعة السير والحركة. قال: وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88صنع الله من المصادر المؤكدة لنفسها. وهو مضمون الجملة السابقة. يعني أن هذا المرور هو صنع الله.
[ ص: 4691 ] كقوله تعالى: "وعد الله" ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=138صبغة الله ثم الصنع هو عمل الإنسان، بعد تدرب فيه وترو وتحري إجادة. ولا يسمى كل عمل صناعة، ولا كل عامل صانعا حتى يتمكن فيه ويتدرب وينسب إليه. وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88الذي أتقن كل شيء كالبرهان على إتقانه، والدليل على إحكام خلقته، وتسويته مروره على ما ينبغي. لأن إتقان كل شيء، يتناول إتقانه. فهو تثنية للمراد وتكرير له، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=97ومن كفر فإن الله غني عن العالمين قال: وقد اشتملت هذه الآية على وجوه من التأكيد، وأنحاء من المبالغة. فمن ذلك تعبيره (بالصنع) الذي هو الفعل الجميل المتقن المشتمل على الحكمة. وإضافته إليه تعالى تعظيما له وتحقيقا لإتقانه وحسن أعماله. ثم توصيفه سبحانه بإتقان كل شيء، ومن جملته هذه المرور. ثم إيراده بالجملة الاسمية الدالة على دوام هذه الحالة واستمرارها مدى الدهور. ثم التقييد بالحال، لتدل على أنها لا تنفك عنها دائما. فإن قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وهي تمر مر السحاب حال من المفعول به، وهو الجبال. ومعمول لفعله الذي هو رؤيتها على تلك الحال.
فهذه الآية صريحة في دلالتها على
nindex.php?page=treesubj&link=31756_19787حركة الأرض ومرور الجبال معها في هذه النشأة. وليس يمكن حملها على أن ذلك يقع في النشأة الآخرة، أو عند قيام الساعة وفساد العالم وخروجه عن متعاهد النظام. وأن حسبانها جامدة لعدم تبين حركة كبار الأجرام إذا كانت في سمت واحد. فإن ذلك لا يلائم المقصود من التهويل على ذلك التقدير. على أن ذلك نقض وإهدام، وليس من صنع وإحكام. قال: والعجب من حذاق العلماء المفسرين، عدم تعرضهم لهذا المعنى، مع ظهوره واشتمال الكتب الحكمية على قول بعض القدماء. مع أنه أولى وأحق من تنزيل محتملات كتاب الله على القصص الواهية الإسرائيلية، على ما شحنوا بها كتبهم. وليس هذا بخارج عن قدرة الله تعالى، ولا بعيد عن حكمته، ولا القول به بمصادم للشريعة والعقيدة الحقة، بعد أن تعتقد أن كل شيء حادث بقدرة الله تعالى وإرادته وخلقه بالاختيار، كائنا ما كان، وهو العلي الكبير، وعلى ما يشاء قدير.
[ ص: 4692 ] واعلم أن هذه الآية وما قبلها من قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=86ألم يروا أنا جعلنا الليل الآية. اعتراض في تضاعيف ما ساقه من الآيات الدالة على أحوال الحشر وأهوال القيامة، كاعتراض توصية الإنسان بوالديه في تضاعيف قصة
لقمان. ومثل ذلك ليس بعزيز في القرآن.
وفائدته هنا، التنبيه على سرعة تقضي الآجال ومضي الآماد. والتهويل من هجوم ساعة الموت وقرب ورود وقت المعاد. فإن انقضاء الأزمان، وتقضي الأوان، إنما هو بالحركة اليومية المارة على هذه السرعة المنطبقة على أحوال الإنسان. وهذا المرور وإن لم يكن مبصرا محسوسا، لكن ما ينبعث منه تبدل الأحوال، بما يطرأ من تعاقب الليل والنهار وغيره، بمنزلة المحسوس المبصر:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2فاعتبروا يا أولي الأبصار فيكون هذا معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم، مخصوصة به، إذ لم يخبر به غيره من الأنبياء.
فليس بممكن حمل الآية على تسيير الجبال الواقع عند قيام الساعة ووفاء النشأة الآخرة. إذ ليس هو من (الصنع) في شيء. بل هو إفساد أحوال الكائنات، وإخلال نظام العالم، وإهلاك بني
آدم. اهـ .كلام
المرجاني. nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=89من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون أي: لا يعتريهم ذلك الفزع الهائل. وقرئ: (فزع يومئذ) بالإضافة وكسر الميم وفتحها. وفزع منونا وفتح الميم، على أنه ظرف (لآمنون) أو المحذوف هو صفة للفزع. والتنوين في (يومئذ) عوض عن جملة محذوفة، أي: يوم إذا جاءوا بالحسنة.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[85 - 89]
nindex.php?page=treesubj&link=30351_30362_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=85وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ nindex.php?page=treesubj&link=31755_32412_32415_32438_32440_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=86أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30293_30296_30337_30339_32437_34092_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_30296_31757_34257_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29675_30180_30495_30503_30531_34508_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=89مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=85وَوَقَعَ الْقَوْلُ أَيْ: مَدْلُولُهُ وَهُوَ الْعِقَابُ الْمَوْعُودُونَ بِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=85عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=86أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا أَيْ: لِيُبْصِرُوا، بِمَا فِيهِ مِنَ الْإِضَاءَةِ طُرُقَ التَّقَلُّبِ فِي أُمُورِ الْمَعَاشِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=86إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87وَيَوْمَ يُنْفَخُ [ ص: 4689 ] فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ أَيْ: حَضَرُوا الْمَوْقِفَ بَيْنَ يَدَيْهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87دَاخِرِينَ أَيْ: صَاغِرِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وَتَرَى الْجِبَالَ عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87يُنْفَخُ دَاخِلٌ فِي حُكْمِ التَّذْكِيرِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88تَحْسَبُهَا جَامِدَةً أَيْ: ثَابِتَةً فِي أَمَاكِنِهَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ أَيْ: فِي تَخَلُّلِ أَجْزَائِهَا وَانْتِفَاشِهَا. كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ أَيْ: فَيُجَازِيهِمْ عَلَيْهِ.
تَنْبِيهٌ:
مَا ذَكَرْنَاهُ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ هُوَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ كَثِيرٌ. قَالُوا: الْمُرَادُ بِهَذِهِ الْآيَةِ تَسْيِيرُ الْجِبَالِ الَّذِي يَحْصُلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حِينَمَا يُبِيدُ اللَّهُ تَعَالَى الْعَوَالِمَ، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=20وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا وَكَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=10وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ
وَقَالَ بَعْضُ عُلَمَاءِ الْفَلَكِ: لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهَذِهِ الْآيَةِ مَا قَالُوهُ، لِعِدَّةِ وُجُوهٍ:
الْأَوَّلُ: أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً لَا يُنَاسِبُ مَقَامَ التَّهْوِيلِ وَالتَّخْوِيفِ إِذَا أُرِيدَ بِهَا بِمَا يَحْصُلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ لَا يُنَاسِبُ مَقَامَ الْإِهْلَاكِ وَالْإِبَادَةِ، عَلَى أَنَّ مَحَلَّ هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى الْمُسْتَقْبَلِ، مَعَ أَنَّهَا صَرِيحَةٌ فِي إِرَادَةِ الْحَالِ، شَيْءٌ لَا مُوجِبَ لَهُ. وَهُوَ خِلَافُ الظَّاهِرِ مِنْهَا.
الثَّانِي: أَنَّ سَيْرَ الْجِبَالِ لِلْفَنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَحْصُلُ عِنْدَ خَرَابِ الْعَالَمِ وَإِهْلَاكِ جَمِيعِ الْخَلَائِقِ وَهَذَا شَيْءٌ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ مِنَ الْبَشَرِ كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَيْ: مِنَ الْمَلَائِكَةِ. فَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ إِذَنْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً [ ص: 4690 ] الثَّالِثُ: أَنَّ تَسْيِيرَ الْجِبَالِ الَّذِي يَحْصُلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِذَا رَآهُ أَحَدٌ شَعَرَ بِهِ. لِأَنَّهُ مَا دَامَ وَضْعُهَا يَتَغَيَّرُ بِالنِّسْبَةِ لِلْإِنْسَانِ، فَيَحُسُّ بِحَرَكَتِهَا. وَهَذَا يُنَافِي قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88تَحْسَبُهَا جَامِدَةً أَيْ: ثَابِتَةً. أَمَّا فِي الدُّنْيَا فَلَا نَشْعُرُ بِحَرَكَتِهَا، لِأَنَّنَا نَتَحَرَّكُ مَعَهَا وَلَا يَتَغَيَّرُ وَضْعُنَا بِالنِّسْبَةِ لَهَا. وَهَذَا بِخِلَافِ مَا يَحْصُلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فَإِنَّ الْجِبَالَ تَنْفَصِلُ عَنِ الْأَرْضِ وَتُنْسَفُ نَسْفًا. وَهَذَا شَيْءٌ يَرَاهُ كُلُّ وَاقِفٍ عِنْدَهَا.
الرَّابِعُ: وُرُودُ هَذِهِ الْآيَةِ فِي سِيَاقِ الْكَلَامِ عَلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لِوُرُودِ آيَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=86أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا الْمَذْكُورَةِ قَبْلَهَا فِي نَفْسِ هَذَا السِّيَاقِ، وَالْمُرَادُ بِهِمَا ذِكْرُ شَيْءٍ مِنْ دَلَائِلِ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى، الْمُشَاهَدَةِ آثَارُهَا فِي هَذَا الْعَالَمِ الْآنَ مِنْ حَرَكَةِ الْأَرْضِ وَحُدُوثِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، لِيَكُونَ ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى قُدْرَتِهِ عَلَى الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَإِنَّ الْقَادِرَ عَلَى ضَبْطِ حَرَكَاتِ هَذِهِ الْأَجْرَامِ الْعَظِيمَةِ، لَا يَصْعُبُ عَلَيْهِ أَنْ يُعِيدَ الْإِنْسَانَ، وَأَنْ يَضْبُطَ حَرَكَاتِهِ وَأَعْمَالَهُ وَيُحْصِيَهَا عَلَيْهِ. وَلِذَلِكَ خَتَمَ هَذِهِ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ فَذِكْرُ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ فِي هَذَا السِّيَاقِ، هُوَ كَذِكْرِ الدَّلِيلِ مَعَ الْمَدْلُولِ، أَوِ الْحُجَّةِ مَعَ الدَّعْوَى. وَهِيَ سُنَّةُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ. فَإِنَّكَ تَجِدُ الدَّلَائِلَ مُنْبَثَّةً بَيْنَ دَعَاوِيهِ دَائِمًا، حَتَّى لَا يَحْتَاجَ الْإِنْسَانُ لِدَلِيلٍ آخَرَ خَارِجٍ عَنْهَا. وَذَلِكَ شَيْءٌ مُشَاهَدٌ فِي الْقُرْآنِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ. اهـ كَلَامُهُ.
وَقَالَ الْعَلَّامَةُ
الْمَرْجَانِيُّ فِي مُقَدِّمَةِ كِتَابِهِ (وَفِيَّةُ الْأَسْلَافِ، وَتَحِيَّةُ الْأَخْلَافِ) فِي بَحْثِ عِلْمِ الْهَيْئَةِ، مَا مِثَالُهُ:
وَيَدُلُّ عَلَى حَرَكَةِ الْأَرْضِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ الْآيَةَ. فَإِنَّهُ خِطَابٌ لِجَنَابِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِيذَانُ الْأَمْرِ لَهُ بِالْأَصَالَةِ مَعَ اشْتِرَاكِ غَيْرِهِ فِي هَذِهِ الرُّؤْيَةِ. وَحُسْبَانُ جُمُودِ الْجِبَالِ وَثَبَاتِهَا عَلَى مَكَانِهَا، مَعَ كَوْنِهَا مُتَحَرِّكَةً فِي الْوَاقِعِ بِحَرَكَةِ الْأَرْضِ، وَدَوَامِ مُرُورِهَا مَرَّ السَّحَابِ فِي سُرْعَةِ السَّيْرِ وَالْحَرَكَةِ. قَالَ: وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88صُنْعَ اللَّهِ مِنَ الْمَصَادِرِ الْمُؤَكِّدَةِ لِنَفْسِهَا. وَهُوَ مَضْمُونُ الْجُمْلَةِ السَّابِقَةِ. يَعْنِي أَنَّ هَذَا الْمُرُورَ هُوَ صُنْعُ اللَّهِ.
[ ص: 4691 ] كَقَوْلِهِ تَعَالَى: "وَعْدَ اللَّهِ" ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=138صِبْغَةَ اللَّهِ ثُمَّ الصُّنْعُ هُوَ عَمَلُ الْإِنْسَانِ، بَعْدَ تَدَرُّبٍ فِيهِ وَتَرَوٍّ وَتَحَرِّي إِجَادَةٍ. وَلَا يُسَمَّى كُلُّ عَمَلٍ صِنَاعَةً، وَلَا كُلُّ عَامِلٍ صَانِعًا حَتَّى يَتَمَكَّنَ فِيهِ وَيَتَدَرَّبَ وَيُنْسَبَ إِلَيْهِ. وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ كَالْبُرْهَانِ عَلَى إِتْقَانِهِ، وَالدَّلِيلِ عَلَى إِحْكَامِ خِلْقَتِهِ، وَتَسْوِيَتِهِ مُرُورَهُ عَلَى مَا يَنْبَغِي. لِأَنَّ إِتْقَانَ كُلِّ شَيْءٍ، يَتَنَاوَلُ إِتْقَانَهُ. فَهُوَ تَثْنِيَةٌ لِلْمُرَادِ وَتَكْرِيرٌ لَهُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=97وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ قَالَ: وَقَدِ اشْتَمَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى وُجُوهٍ مِنَ التَّأْكِيدِ، وَأَنْحَاءٍ مِنَ الْمُبَالَغَةِ. فَمِنْ ذَلِكَ تَعْبِيرُهُ (بِالصُّنْعِ) الَّذِي هُوَ الْفِعْلُ الْجَمِيلُ الْمُتْقَنُ الْمُشْتَمِلُ عَلَى الْحِكْمَةِ. وَإِضَافَتُهُ إِلَيْهِ تَعَالَى تَعْظِيمًا لَهُ وَتَحْقِيقًا لِإِتْقَانِهِ وَحُسْنِ أَعْمَالِهِ. ثُمَّ تَوْصِيفُهُ سُبْحَانَهُ بِإِتْقَانِ كُلِّ شَيْءٍ، وَمِنْ جُمْلَتِهِ هَذِهِ الْمُرُورُ. ثُمَّ إِيرَادُهُ بِالْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ الدَّالَّةِ عَلَى دَوَامِ هَذِهِ الْحَالَةِ وَاسْتِمْرَارِهَا مَدَى الدُّهُورِ. ثُمَّ التَّقْيِيدُ بِالْحَالِ، لِتَدُلَّ عَلَى أَنَّهَا لَا تَنْفَكُّ عَنْهَا دَائِمًا. فَإِنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ حَالٌ مِنَ الْمَفْعُولِ بِهِ، وَهُوَ الْجِبَالُ. وَمَعْمُولٌ لِفِعْلِهِ الَّذِي هُوَ رُؤْيَتُهَا عَلَى تِلْكَ الْحَالِ.
فَهَذِهِ الْآيَةُ صَرِيحَةٌ فِي دَلَالَتِهَا عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=31756_19787حَرَكَةِ الْأَرْضِ وَمُرُورِ الْجِبَالِ مَعَهَا فِي هَذِهِ النَّشْأَةِ. وَلَيْسَ يُمْكِنُ حَمْلُهَا عَلَى أَنَّ ذَلِكَ يَقَعُ فِي النَّشْأَةِ الْآخِرَةِ، أَوْ عِنْدَ قِيَامِ السَّاعَةِ وَفَسَادِ الْعَالَمِ وَخُرُوجِهِ عَنْ مُتَعَاهِدِ النِّظَامِ. وَأَنَّ حُسْبَانَهَا جَامِدَةً لِعَدَمِ تَبَيُّنِ حَرَكَةِ كِبَارِ الْأَجْرَامِ إِذَا كَانَتْ فِي سَمْتٍ وَاحِدٍ. فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يُلَائِمُ الْمَقْصُودَ مِنَ التَّهْوِيلِ عَلَى ذَلِكَ التَّقْدِيرِ. عَلَى أَنَّ ذَلِكَ نَقْضٌ وَإِهْدَامٌ، وَلَيْسَ مِنْ صُنْعٍ وَإِحْكَامٍ. قَالَ: وَالْعَجَبُ مِنْ حُذَّاقِ الْعُلَمَاءِ الْمُفَسِّرِينَ، عَدَمُ تَعَرُّضِهِمْ لِهَذَا الْمَعْنَى، مَعَ ظُهُورِهِ وَاشْتِمَالِ الْكُتُبِ الْحُكْمِيَّةِ عَلَى قَوْلِ بَعْضِ الْقُدَمَاءِ. مَعَ أَنَّهُ أَوْلَى وَأَحَقُّ مِنْ تَنْزِيلِ مُحْتَمِلَاتِ كِتَابِ اللَّهِ عَلَى الْقِصَصِ الْوَاهِيَةِ الْإِسْرَائِيلِيَّةِ، عَلَى مَا شَحَنُوا بِهَا كُتُبَهُمْ. وَلَيْسَ هَذَا بِخَارِجٍ عَنْ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَلَا بَعِيدٍ عَنْ حِكْمَتِهِ، وَلَا الْقَوْلُ بِهِ بِمُصَادِمٍ لِلشَّرِيعَةِ وَالْعَقِيدَةِ الْحَقَّةِ، بَعْدَ أَنْ تَعْتَقِدَ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ حَادِثٌ بِقُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَإِرَادَتِهِ وَخَلْقِهِ بِالِاخْتِيَارِ، كَائِنًا مَا كَانَ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، وَعَلَى مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ.
[ ص: 4692 ] وَاعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ وَمَا قَبْلَهَا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=86أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ الْآيَةَ. اعْتِرَاضٌ فِي تَضَاعِيفِ مَا سَاقَهُ مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى أَحْوَالِ الْحَشْرِ وَأَهْوَالِ الْقِيَامَةِ، كَاعْتِرَاضِ تَوْصِيَةِ الْإِنْسَانِ بِوَالِدَيْهِ فِي تَضَاعِيفِ قِصَّةِ
لُقْمَانَ. وَمِثْلُ ذَلِكَ لَيْسَ بِعَزِيزٍ فِي الْقُرْآنِ.
وَفَائِدَتُهُ هُنَا، التَّنْبِيهُ عَلَى سُرْعَةِ تَقَضِّي الْآجَالِ وَمُضِيِّ الْآمَادِ. وَالتَّهْوِيلُ مِنْ هُجُومِ سَاعَةِ الْمَوْتِ وَقُرْبِ وُرُودِ وَقْتِ الْمَعَادِ. فَإِنَّ انْقِضَاءَ الْأَزْمَانِ، وَتَقَضِّي الْأَوَانِ، إِنَّمَا هُوَ بِالْحَرَكَةِ الْيَوْمِيَّةِ الْمَارَّةِ عَلَى هَذِهِ السُّرْعَةِ الْمُنْطَبِقَةِ عَلَى أَحْوَالِ الْإِنْسَانِ. وَهَذَا الْمُرُورُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُبْصَرًا مَحْسُوسًا، لَكِنْ مَا يَنْبَعِثُ مِنْهُ تَبَدُّلُ الْأَحْوَالِ، بِمَا يَطْرَأُ مِنْ تَعَاقُبِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَغَيْرِهِ، بِمَنْزِلَةِ الْمَحْسُوسِ الْمُبْصَرِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ فَيَكُونُ هَذَا مُعْجِزَةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَخْصُوصَةً بِهِ، إِذْ لَمْ يُخْبِرْ بِهِ غَيْرَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ.
فَلَيْسَ بِمُمْكِنٍ حَمْلُ الْآيَةِ عَلَى تَسْيِيرِ الْجِبَالِ الْوَاقِعِ عِنْدَ قِيَامِ السَّاعَةِ وَوَفَاءِ النَّشْأَةِ الْآخِرَةِ. إِذْ لَيْسَ هُوَ مِنَ (الصُّنْعِ) فِي شَيْءٍ. بَلْ هُوَ إِفْسَادُ أَحْوَالِ الْكَائِنَاتِ، وَإِخْلَالُ نِظَامِ الْعَالَمِ، وَإِهْلَاكُ بَنِي
آدَمَ. اهـ .كَلَامُ
الْمَرْجَانِيِّ. nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=89مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ أَيْ: لَا يَعْتَرِيهِمْ ذَلِكَ الْفَزَعُ الْهَائِلُ. وَقُرِئَ: (فَزَعِ يَوْمِئِذٍ) بِالْإِضَافَةِ وَكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِهَا. وَفَزَعٍ مُنَوَّنًا وَفَتْحِ الْمِيمِ، عَلَى أَنَّهُ ظَرْفٌ (لِآمِنُونَ) أَوِ الْمَحْذُوفُ هُوَ صِفَةٌ لِلْفَزَعِ. وَالتَّنْوِينُ فِي (يَوْمِئِذٍ) عِوَضٌ عَنْ جُمْلَةٍ مَحْذُوفَةٍ، أَيْ: يَوْمَ إِذَا جَاءُوا بِالْحَسَنَةِ.