[ ص: 4777 ] القول في تأويل قوله تعالى:

[28 - 29] nindex.php?page=treesubj&link=28678_28902_32438_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون nindex.php?page=treesubj&link=19881_30454_30558_32410_32509_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=29بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين

nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28ضرب لكم مثلا أي: يتبين به بطلان الشرك: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28من أنفسكم أي: منتزعا من أحوالها، وهي أقرب الأمور إليكم وأظهر كشفا: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28هل لكم من ما ملكت أيمانكم أي: من العبيد والإماء: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28من شركاء في ما رزقناكم أي: من الأموال وغيرها: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28فأنتم فيه سواء أي: متساوون في التصرف فيما ذكر من غير مزية: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28تخافونهم أي: تهابون أن تستبدوا بالتصرف فيه بدون رأيهم، وهو خبر آخر لـ: "أنتم": nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28كخيفتكم أنفسكم أي: كما يخاف بعضكم بعضا من الأحرار المساهمين لكم فيما ذكر، والمعنى نفي مضمون ما فصل من الجملة الاستفهامية; أي: لا ترضون بأن يشارككم فيما هو معار لكم، مماليككم، وهم أمثالكم في البشرية، غير مخلوقين لكم، بل لله تعالى، فكيف تشركون به سبحانه في المعبودية، التي هي من خصائصه الذاتية، مخلوقه بل مصنوع مخلوقه، حيث تصنعونه بأيديكم ثم تعبدونه؟ أفاده أبو السعود: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28كذلك نفصل الآيات أي: مثل ذلك التفصيل الواضح، توضح الآيات: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28لقوم يعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=29بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم أي: يقين وبرهان: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=29فمن يهدي من أضل الله أي: سبب صرف اختياره إلى كسبه; أي: لا يقدر على هدايته أحد: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=29وما لهم من ناصرين أي: ينصرونهم من الله، إذا أراد بهم عذابا.

[ ص: 4777 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:

[28 - 29] nindex.php?page=treesubj&link=28678_28902_32438_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19881_30454_30558_32410_32509_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=29بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ

nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلا أَيْ: يَتَبَيَّنُ بِهِ بُطْلَانُ الشِّرْكِ: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَيْ: مُنْتَزَعًا مِنْ أَحْوَالِهَا، وَهِيَ أَقْرَبُ الْأُمُورِ إِلَيْكُمْ وَأَظْهَرُ كَشْفًا: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ أَيْ: مِنَ الْعَبِيدِ وَالْإِمَاءِ: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ أَيْ: مِنَ الْأَمْوَالِ وَغَيْرِهَا: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَيْ: مُتَسَاوُونَ فِي التَّصَرُّفِ فِيمَا ذُكِرَ مِنْ غَيْرِ مَزِيَّةٍ: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28تَخَافُونَهُمْ أَيْ: تَهَابُونَ أَنْ تَسْتَبِدُّوا بِالتَّصَرُّفِ فِيهِ بِدُونِ رَأْيِهِمْ، وَهُوَ خَبَرٌ آخَرُ لِـ: "أَنْتُمْ": nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ أَيْ: كَمَا يَخَافُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنَ الْأَحْرَارِ الْمُسَاهِمِينَ لَكُمْ فِيمَا ذُكِرَ، وَالْمَعْنَى نَفْيُ مَضْمُونِ مَا فُصِّلَ مِنَ الْجُمْلَةِ الِاسْتِفْهَامِيَّةِ; أَيْ: لَا تَرْضَوْنَ بِأَنْ يُشَارِكَكُمْ فِيمَا هُوَ مُعَارٌ لَكُمْ، مَمَالِيكُكُمْ، وَهُمْ أَمْثَالُكُمْ فِي الْبَشَرِيَّةِ، غَيْرُ مَخْلُوقِينَ لَكُمْ، بَلْ لِلَّهِ تَعَالَى، فَكَيْفَ تُشْرِكُونَ بِهِ سُبْحَانَهُ فِي الْمَعْبُودِيَّةِ، الَّتِي هِيَ مِنْ خَصَائِصِهِ الذَّاتِيَّةِ، مَخْلُوقَهُ بَلْ مَصْنُوعَ مَخْلُوقِهِ، حَيْثُ تَصْنَعُونَهُ بِأَيْدِيكُمْ ثُمَّ تَعْبُدُونَهُ؟ أَفَادَهُ أَبُو السُّعُودِ: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ أَيْ: مِثْلَ ذَلِكَ التَّفْصِيلِ الْوَاضِحِ، تُوَضَّحُ الْآيَاتُ: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=29بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَيْ: يَقِينٍ وَبُرْهَانٍ: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=29فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ أَيْ: سَبَبُ صَرْفِ اخْتِيَارِهِ إِلَى كَسْبِهِ; أَيْ: لَا يَقْدِرُ عَلَى هِدَايَتِهِ أَحَدٌ: nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=29وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ أَيْ: يَنْصُرُونَهُمْ مِنَ اللَّهِ، إِذَا أَرَادَ بِهِمْ عَذَابًا.