[ ص: 4891 ] القول في تأويل قوله تعالى:
[53]
nindex.php?page=treesubj&link=19525_25872_27214_31077_31357_32397_32655_34349_34387_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه هذا خطاب لبعض الصحب، وحظر عليهم أن يدخلوا منازله صلى الله عليه وسلم بغير إذن، كما كانوا قبل ذلك يصنعون في بيوتهم في الجاهلية وابتداء الإسلام. و: "إلى" متعلق بـ: "يؤذن" بتضمين معنى الدعاء، للإشعار بأنه لا ينبغي أن يدخلوا على الطعام بغير دعوة، وإن تحقق إذن; كما يشعر به قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53غير ناظرين إناه أي: غير منتظرين وقته، وإدراكه.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : أي: لا ترقبوا الطعام إذا طبخ، حتى إذا قارب الاستواء تعرضتم للدخول فإن هذا مما يكرهه الله ويذمه. وهذا دليل على تحريم التطفل; وهو الذي تسميه
العرب الضيفن، وقد صنف
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب البغدادي في ذلك كتابا في ذم الطفيليين، وذكر من أخبارهم أشياء يطول إيرادها. انتهى.
وأقول: قد يكون معنى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53غير ناظرين إناه نهيا لهم أن يدخلوا -مع كونهم مأذونا لهم ومدعوين- قبل الميعاد المضروب لهم حضورهم فيه، عجلة وانتظارا لنضج الطعام.
[ ص: 4892 ] فإن ذلك مما يؤذي قلب صاحب الدعوة، لشغل هذه الحصة معهم بلا فائدة، إلا ضيق صدر الداعي وأهله، وشغل وقته وتوليد حديث، وتكلفا لكلام لا ضرورة له، وإطاقة زمن الحجاب على نسائه، وما ذلك إلا من شؤم التعجيل قبل الوقت، ولذلك قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53ولكن إذا دعيتم فادخلوا أي: إذا دعيتم إلى الدخول، في وقته، فادخلوا فيه لا قبله ولا بعده. فـ: "لكن" استدراك من النهي عن الدخول، مع الإذن المطلق الذي هو الدعوة بتعليم أدب آخر، وإفادة شرط مهم، وهو الإشارة إلى أن للدعوة حينا ووقتا يجب أن يراعى زمنه، وهذا المنهي عنه لم يزل يرتكبه ثقلاء القرويين، ومن شاكلهم من غلظاء المدنيين الذين لم يتأدبوا بآداب الكتاب الكريم والسنة المطهرة; وهو أنهم إذا دعوا لتناول طعام يتعجلون المجيء قبل وقته بساعات، مما يغم نفس الداعي وأهله، ويذهب لهم جانبا من عزيز وقتهم عبثا إلا في سماع حديثهم البارد، وخدمتهم المستكرهة كما قدمنا، فعلى ما ذكرناه يكون في الآية فائدة جميلة، وحكم مهم، وهو حظر المجيء قبل الوقت المقدر، وحينئذ فكلمة: (غير)، حال ثانية من الفاعل مقيدة للدخول المأذون فيه، وهو أن يكون وقت الدعوة، لا قبله. والتقدير: (إلا مأذونين في حال كونكم غير ناظرين إناه). ولذا قيل: إنها آية الثقلاء. إذا علمت هذا، فالأجدر استنباط حظر التطفل من صدر الآية، وهو:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ومن قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53ولكن إذا دعيتم فادخلوا لا من قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53غير ناظرين إناه لأنه في معنى خاص، وهو ما ذكرناه، والله أعلم.
فائدة:
(الإني): مصدر. يقال أنى الشيء يأنى أنيا بالفتح. و (أنى): مفتوحا مقصورا.
و (إنى): بالكسر مقصورا، أي: حان وأدرك. قال
عمرو بن حسان :
تمخضت المنون له بيوم أنى ولكل حاملة تمام
ثم أشار سبحانه إلى أدب آخر بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53فإذا طعمتم فانتشروا أي: تفرقوا ولا
[ ص: 4893 ] تمكثوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53ولا مستأنسين لحديث أي: لحديث بعضكم بعضا، أو لحديث أهل البيت بالتسمع له عطف على (ناظرين)، أو مقدر بفعل; أي: لا تمكثوا مستأنسين:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53إن ذلكم أي: المنهي عنه في الآية:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53كان يؤذي النبي أي: لتضييق المنزل عليه وعلى أهله وإشغاله بما لا يعنيه:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53فيستحيي منكم أي: من الإشارة إليكم بالانتشار:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53والله لا يستحيي من الحق يعني أن انتشاركم حق. فينبغي أن لا يترك حياء، كما لا يتركه الله ترك الحيي، فأمركم به. ووضع الحق موضع الانتشار، لتعظيم جانبه. وقرئ: "لا يستحي" بحذف الياء الأولى وإلقاء حركتها على الحاء:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وإذا سألتموهن الضمير لنساء النبي، المدلول عليهن بذكر بيوته عليه السلام:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53متاعا أي: شيئا يتمتع به:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53فاسألوهن من وراء حجاب أي: ستر:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53ذلكم أي: ما ذكر من عدم الدخول بغير إذن، وعدم الاستئناس للحديث عند الدخول، وسؤال المتاع من وراء حجاب:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53أطهر لقلوبكم وقلوبهن أي: من الخواطر الشيطانية، في الميل إليهن وإليكم; يعني ويجب التطهر عنه، لما فيه من إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم; ولذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله أي: أن تفعلوا فعلا يتأذى به في حياته:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أي: من بعد وفاته لا إلى انقضاء العدة بل:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما أي: أمرا عظيما وخطبا هائلا، لا يقادر قدره; لما فيه من هتك حرمة حبيبه صلى الله عليه وسلم.
قال
أبو السعود: وفيه من
nindex.php?page=treesubj&link=28753تعظيمه تعالى لشأن رسوله صلى الله عليه وسلم، وإيجاب
nindex.php?page=treesubj&link=23680حرمته حيا وميتا، ما لا يخفى; ولذلك بالغ تعالى في الوعيد حيث قال:
[ ص: 4891 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[53]
nindex.php?page=treesubj&link=19525_25872_27214_31077_31357_32397_32655_34349_34387_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ هَذَا خِطَابٌ لِبَعْضِ الصَّحْبِ، وَحَظَرَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَدْخُلُوا مَنَازِلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَيْرِ إِذْنٍ، كَمَا كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَصْنَعُونَ فِي بُيُوتِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَابْتِدَاءِ الْإِسْلَامِ. وَ: "إِلَى" مُتَعَلِّقٌ بِـ: "يُؤْذَنَ" بِتَضْمِينِ مَعْنَى الدُّعَاءِ، لِلْإِشْعَارِ بِأَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَدْخُلُوا عَلَى الطَّعَامِ بِغَيْرِ دَعْوَةٍ، وَإِنْ تَحَقَّقَ إِذْنٌ; كَمَا يُشْعِرُ بِهِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ أَيْ: غَيْرَ مُنْتَظَرِينَ وَقْتَهُ، وَإِدْرَاكَهُ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : أَيْ: لَا تَرْقُبُوا الطَّعَامَ إِذَا طُبِخَ، حَتَّى إِذَا قَارَبَ الِاسْتِوَاءَ تَعَرَّضْتُمْ لِلدُّخُولِ فَإِنَّ هَذَا مِمَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ وَيَذُمُّهُ. وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى تَحْرِيمِ التَّطَفُّلِ; وَهُوَ الَّذِي تُسَمِّيهِ
الْعَرَبُ الضَّيْفَنَ، وَقَدْ صَنَّفَ
nindex.php?page=showalam&ids=14231الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ فِي ذَلِكَ كِتَابًا فِي ذَمِّ الطُّفَيْلِيِّينَ، وَذَكَرَ مِنْ أَخْبَارِهِمْ أَشْيَاءَ يَطُولُ إِيرَادُهَا. انْتَهَى.
وَأَقُولُ: قَدْ يَكُونُ مَعْنَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ نَهْيًا لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوا -مَعَ كَوْنِهِمْ مَأْذُونًا لَهُمْ وَمَدْعُوِّينَ- قَبْلَ الْمِيعَادِ الْمَضْرُوبِ لَهُمْ حُضُورُهُمْ فِيهِ، عَجَلَةً وَانْتِظَارًا لِنُضْجِ الطَّعَامِ.
[ ص: 4892 ] فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُؤْذِي قَلْبَ صَاحِبِ الدَّعْوَةِ، لِشَغْلِ هَذِهِ الْحِصَّةِ مَعَهُمْ بِلَا فَائِدَةٍ، إِلَّا ضِيقَ صَدْرِ الدَّاعِي وَأَهْلِهِ، وَشَغْلَ وَقْتِهِ وَتَوْلِيدَ حَدِيثٍ، وَتَكَلُّفًا لِكَلَامٍ لَا ضَرُورَةَ لَهُ، وَإِطَاقَةَ زَمَنِ الْحِجَابِ عَلَى نِسَائِهِ، وَمَا ذَلِكَ إِلَّا مِنْ شُؤْمِ التَّعْجِيلِ قَبْلَ الْوَقْتِ، وَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا أَيْ: إِذَا دُعِيتُمْ إِلَى الدُّخُولِ، فِي وَقْتِهِ، فَادْخُلُوا فِيهِ لَا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ. فَـ: "لَكِنِ" اسْتِدْرَاكٌ مِنَ النَّهْيِ عَنِ الدُّخُولِ، مَعَ الْإِذْنِ الْمُطْلَقِ الَّذِي هُوَ الدَّعْوَةُ بِتَعْلِيمِ أَدَبٍ آخَرَ، وَإِفَادَةِ شَرْطٍ مُهِمٍّ، وَهُوَ الْإِشَارَةُ إِلَى أَنَّ لِلدَّعْوَةِ حِينًا وَوَقْتًا يَجِبُ أَنْ يُرَاعَى زَمَنُهُ، وَهَذَا الْمَنْهِيُّ عَنْهُ لَمْ يَزَلْ يَرْتَكِبُهُ ثُقَلَاءُ الْقَرَوِيِّينَ، وَمَنْ شَاكَلَهُمْ مِنْ غُلَظَاءِ الْمَدَنِيِّينَ الَّذِينَ لَمْ يَتَأَدَّبُوا بِآدَابِ الْكِتَابِ الْكَرِيمِ وَالسُّنَّةِ الْمُطَهَّرَةِ; وَهُوَ أَنَّهُمْ إِذَا دُعُوا لِتَنَاوُلِ طَعَامٍ يَتَعَجَّلُونَ الْمَجِيءَ قَبْلَ وَقْتِهِ بِسَاعَاتٍ، مِمَّا يَغُمُّ نَفْسَ الدَّاعِي وَأَهْلِهِ، وَيُذْهِبُ لَهُمْ جَانِبًا مِنْ عَزِيزِ وَقْتِهِمْ عَبَثًا إِلَّا فِي سَمَاعِ حَدِيثِهِمُ الْبَارِدِ، وَخِدْمَتِهِمُ الْمُسْتَكْرَهَةِ كَمَا قَدَّمْنَا، فَعَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ يَكُونُ فِي الْآيَةِ فَائِدَةٌ جَمِيلَةٌ، وَحُكْمٌ مُهِمٌّ، وَهُوَ حَظْرُ الْمَجِيءِ قَبْلَ الْوَقْتِ الْمُقَدَّرِ، وَحِينَئِذٍ فَكَلِمَةُ: (غَيْرَ)، حَالٌ ثَانِيَةٌ مِنَ الْفَاعِلِ مُقَيِّدَةٌ لِلدُّخُولِ الْمَأْذُونِ فِيهِ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ وَقْتَ الدَّعْوَةِ، لَا قَبْلَهُ. وَالتَّقْدِيرُ: (إِلَّا مَأْذُونِينَ فِي حَالِ كَوْنِكُمْ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ). وَلِذَا قِيلَ: إِنَّهَا آيَةُ الثُّقَلَاءِ. إِذَا عَلِمْتَ هَذَا، فَالْأَجْدَرُ اسْتِنْبَاطُ حَظْرِ التَّطَفُّلِ مِنْ صَدْرِ الْآيَةِ، وَهُوَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ وَمِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا لَا مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ لِأَنَّهُ فِي مَعْنًى خَاصٍّ، وَهُوَ مَا ذَكَرْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
فَائِدَةٌ:
(الْإِنْيُ): مَصْدَرٌ. يُقَالُ أَنَى الشَّيْءَ يَأْنَى أَنْيًا بِالْفَتْحِ. وَ (أَنَى): مَفْتُوحًا مَقْصُورًا.
وَ (إِنَى): بِالْكَسْرِ مَقْصُورًا، أَيْ: حَانَ وَأَدْرَكَ. قَالَ
عَمْرُو بْنُ حَسَّانَ :
تَمَخَّضَتِ الْمَنُونُ لَهُ بِيَوْمٍ أَنَى وَلِكُلِّ حَامِلَةٍ تِمَامُ
ثُمَّ أَشَارَ سُبْحَانَهُ إِلَى أَدَبٍ آخَرَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا أَيْ: تَفَرَّقُوا وَلَا
[ ص: 4893 ] تَمْكُثُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ أَيْ: لِحَدِيثِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا، أَوْ لِحَدِيثِ أَهْلِ الْبَيْتِ بِالتَّسَمُّعِ لَهُ عُطِفَ عَلَى (نَاظِرِينَ)، أَوْ مُقَدَّرٌ بِفِعْلٍ; أَيْ: لَا تَمْكُثُوا مُسْتَأْنِسِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53إِنَّ ذَلِكُمْ أَيِ: الْمَنْهِيَّ عَنْهُ فِي الْآيَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ أَيْ: لِتَضْيِيقِ الْمُنَزَّلِ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِهِ وَإِشْغَالِهِ بِمَا لَا يَعْنِيهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ أَيْ: مِنَ الْإِشَارَةِ إِلَيْكُمْ بِالِانْتِشَارِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ يَعْنِي أَنَّ انْتِشَارَكُمْ حَقٌّ. فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يُتْرَكَ حَيَاءً، كَمَا لَا يَتْرُكُهُ اللَّهُ تَرْكَ الْحَيِيِّ، فَأَمَرَكُمْ بِهِ. وَوُضِعَ الْحَقُّ مَوْضِعَ الِانْتِشَارِ، لِتَعْظِيمِ جَانِبِهِ. وَقُرِئَ: "لَا يَسْتَحِي" بِحَذْفِ الْيَاءِ الْأُولَى وَإِلْقَاءِ حَرَكَتِهَا عَلَى الْحَاءِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ الضَّمِيرُ لِنِسَاءِ النَّبِيِّ، الْمَدْلُولِ عَلَيْهِنَّ بِذِكْرِ بُيُوتِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53مَتَاعًا أَيْ: شَيْئًا يَتَمَتَّعُ بِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَيْ: سِتْرٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53ذَلِكُمْ أَيْ: مَا ذُكِرَ مِنْ عَدَمِ الدُّخُولِ بِغَيْرِ إِذْنٍ، وَعَدَمِ الِاسْتِئْنَاسِ لِلْحَدِيثِ عِنْدَ الدُّخُولِ، وَسُؤَالِ الْمَتَاعِ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ أَيْ: مِنَ الْخَوَاطِرِ الشَّيْطَانِيَّةِ، فِي الْمَيْلِ إِلَيْهِنَّ وَإِلَيْكُمْ; يَعْنِي وَيَجِبُ التَّطَهُّرُ عَنْهُ، لِمَا فِيهِ مِنْ إِيذَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ; وَلِذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ أَيْ: أَنْ تَفْعَلُوا فِعْلًا يَتَأَذَّى بِهِ فِي حَيَاتِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَيْ: مِنْ بَعْدِ وَفَاتِهِ لَا إِلَى انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ بَلْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا أَيْ: أَمْرًا عَظِيمًا وَخَطْبًا هَائِلًا، لَا يُقَادَرُ قَدْرُهُ; لِمَا فِيهِ مِنْ هَتْكِ حُرْمَةِ حَبِيبِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ
أَبُو السُّعُودِ: وَفِيهِ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28753تَعْظِيمِهِ تَعَالَى لِشَأْنِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِيجَابِ
nindex.php?page=treesubj&link=23680حُرْمَتِهِ حَيًّا وَمَيِّتًا، مَا لَا يَخْفَى; وَلِذَلِكَ بَالَغَ تَعَالَى فِي الْوَعِيدِ حَيْثُ قَالَ: