القول في تأويل قوله تعالى:
[ 41 ] وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون .
وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون أي: حملنا أولادهم الذين يرسلونهم [ ص: 5008 ] في تجارتهم. قال الشهاب : ولا يخفى مناسبته لقوله قبله: في فلك يسبحون وذكر ( المشحون )، أقوى في الامتنان بسلامتهم فيه، أو لأنه أبعد عن الخطر، وقيل المراد فلك نوح عليه السلام. فهو مفرد، وتعريفه للعهد، والمعنى حمل آبائهم الأقدمين الذين بهم حفظ بقاء النوع لما عم الطوفان، ونجوا مع نوح في السفينة، وإنما كان آية، لأن بقاء نسلهم ونجاتهم بسفينة واحدة، صنع عجيب ومقدور كبير. وآثر البعض الوجه الأول; لأن الثاني محتاج للتأويل. وأرى جدارة الثاني بالإيثار; لقاعدة الحمل على الأشباه والنظائر، ما وجد له سبيل; لأنه أقرب وأسد، وقد جاء نظيره آية: إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية وإن ورد في نظير الأول الآية: وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام وأشباهها، إلا أن لفظ الحمل اتحد في الآيتين، فقارب ما بينهما.