الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 34 - 37] لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5141 ] لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين أي: الذين أحسنوا أعمالهم وأصلحوها: ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون أليس الله بكاف عبده أي: نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعصمه من كل سوء، ويدفع عنه كل بلاء في مواطن الخوف: ويخوفونك بالذين من دونه يعني الأوثان التي عبدوها من دونه تعالى، وهذه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما قالت له قريش : إنا نخاف أن تخبلك آلهتنا، ويصيبك مضرتها لعيبك إياها. كما قال قوم هود : إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء

                                                                                                                                                                                                                                      ومن يضلل الله أي: من غفل عن كفايته تعالى، وعصمته له عليه الصلاة والسلام، وخوفه بما لا ينفع، ولا يضر أصلا: فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل أي: يصرفه عن مقصده، أو يصيبه بسوء يخل بسلوكه; إذ لا راد لفضله، ولا معقب لحكمه: أليس الله بعزيز ذي انتقام أي: ينتقم من أعدائه لأوليائه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية