القول في تأويل قوله تعالى:
[ 56 - 59] لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون فارتقب إنهم مرتقبون .
لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى قال : أي: لا يذوق هؤلاء ابن جرير ، الموت بعد الموتة الأولى، التي ذاقوها في الدنيا. المتقون في الجنة
[ ص: 5316 ] وكان بعض أهل العربية يوجه: { إلا } هنا بمعنى (سوى); أي: سوى الموتة الأولى. انتهى.
يعني أن الاستثناء منقطع، أي: لكن الموتة الأولى قد ذاقوها في الدنيا: ووقاهم عذاب الجحيم فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم فإنما يسرناه بلسانك أي: سهلناه حيث أنزلناه بلغتك، وهو فذلكة للسورة: لعلهم يتذكرون أي: يتعظون بعبره وعظاته وحججه، فينيبوا إلى طاعة ربهم ويذعنوا للحق: فارتقب أي: ما يحل بهم من زهوق باطلهم: إنهم مرتقبون أي: منتظرون عند أنفسهم غلبتك، أو هو قولهم: نتربص به ريب المنون وهذا وعد له صلى الله عليه وسلم بالنصرة والفتح عليهم، وتسلية ووعيد لهم. وقد أنجز الله وعده، كما قال سبحانه: كتب الله لأغلبن أنا ورسلي وقوله تعالى: إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد