القول في تأويل قوله تعالى:
[18] فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم .
فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها قال : أي: أمارات اقترابها، كقوله تبارك وتعالى: ابن كثير هذا نذير من النذر الأولى أزفت الآزفة وكقوله جلت عظمته: اقتربت الساعة وانشق القمر وقوله سبحانه وتعالى: أتى أمر الله فلا تستعجلوه وقوله جل وعلا: اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون فبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه خاتم الرسل، الذي أكمل الله تعالى به الدين، وأقام به الحجة على العالمين. وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بأمارات الساعة وأشراطها، وأبان عن ذلك وأوضحه، بما لم يؤته نبي قبله، كما هو مبسوط في موضعه. من أشراط الساعة
وقال : بعثة الحسن البصري محمد صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة، وهو كما قال، ولهذا جاء في أنه نبي التوبة، ونبي الملحمة، والحاشر الذي يحشر الناس على قدميه، والعاقب الذي ليس بعده نبي. أسمائه صلى الله عليه وسلم
روى عن البخاري رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بإصبعيه هكذا -بالوسطى، والتي تليها-: « بعثت أنا والساعة كهاتين ». سهل بن سعد
فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم أي: ذكرى ما قد ضيعوا وفرطوا فيه من طاعة الله إذا جاءتهم الساعة. يعني: أن ليس ذلك بوقت ينفعهم فيه التذكر والندم؛ لأنه وقت مجازاة، لا وقت استعتاب واستعمال.
[ ص: 5383 ]