القول في تأويل قوله تعالى:
[28] قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد
قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد أي: لا تختصموا اليوم في دار [ ص: 5508 ] الجزاء وموقف الحساب؛ فلا فائدة في اختصامكم، وقد قدمت إليكم في الدنيا بالوعيد لمن كفر بي وعصاني وخالف أمري ونهيي في كتبي، وعلى ألسن رسلي.
قال القاشاني : النهي عن الاختصام ليس المراد به انتهاءه، بل عدم فائدته، والاستماع إليه. كأنه قيل: لا اختصام مسموع عندي، وقد ثبت وصح تقديم الوعيد، حيث أمكن انتفاعكم به؛ لسلامة الآلات وبقاء الاستعداد، فلم تنتفعوا به ولم ترفعوا لذلك رأسا، حتى ترسخت الهيئات المظلمة في نفوسكم، ورانت على قلوبكم، وتحقق الحجاب، وحق القول بالعذاب. انتهى.
وعن : أنهم اعتذروا بغير عذر، فأبطل الله حجتهم ورد عليهم قولهم. ابن عباس