القول في تأويل قوله تعالى:
[32 - 34] أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين
أم تأمرهم أحلامهم بهذا أي: عقولهم بهذا التناقض في القول، أم أي: بل [ ص: 5547 ] هم قوم طاغون أي: مجاوزون الحد في العناد، مع ظهور الحق.
أم يقولون تقوله أي: اختلق هذا القرآن من عند نفسه، بل لا يؤمنون أي: لا يريدون أن يؤمنوا حسدا وتقليدا، فلذلك يرمونه بتلك الفرى.
فليأتوا بحديث مثله أي: في الهداية بذاك الأسلوب الذي ملك ناصية الفصاحة والبلاغة، كقوله: قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كانوا صادقين أي: في زعمهم، فإنهم من أهل لسان الرسول صلوات الله عليه، ولا يتعذر عليهم مضاهاة بعضهم لبعض في ميدان التساجل والتراسل.