القول في تأويل قوله تعالى:
[30] ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى
ذلك مبلغهم من العلم يعني أمر الدنيا منتهى علمهم، لا علم لهم فوقه. ومن كان هذا أقصى معارفه، فما على داعيه إلا الصفح عنه، والصبر على جهله.
[ ص: 5580 ] و(مبلغ) اسم مكان مجازا، كأنه محل وقف فيه علمهم ادعاء -كما حققه الشهاب - والجملة اعتراض مقرر لمضمون ما قبلها من قصر الإرادة على الحياة الدنيا، ثم علل الأمر بالإعراض بقوله سبحانه:
إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى أي: ولا بد أن يعاملهم بموجب علمه فيهم، فيجزي كلا بما يقتضيه عمله، وتقديم العلم بمن ضل، لأنهم المقصودون من الخطاب، والسياق فيهم. وقوله: