الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [53] وكل صغير وكبير مستطر

                                                                                                                                                                                                                                      وكل صغير وكبير أي: من الأعمال مستطر أي: مسطور لا يمحى ولا ينسى، كما قال تعالى: ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا وقوله سبحانه: وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا

                                                                                                                                                                                                                                      وروى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: [ ص: 5608 ] « يا عائشة ! إياك ومحقرات الذنوب، فإن لها من الله طالبا » .

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن كثير : ورواه النسائي وابن ماجه من طريق سعيد بن مسلم بن ماهك المدني، وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم. وقد رواه الحافظ ابن عساكر في ترجمة سعيد بن مسلم هذا، من وجه آخر. ثم قال سعيد : فحدثت بهذا الحديث عامر بن هشام فقال لي: ويحك يا سعيد ! لقد حدثني سليمان بن المغيرة أنه عمل ذنبا فاستصغره، فأتاه آت في منامه، فقال له: يا سليمان !


                                                                                                                                                                                                                                      لا تحقرن من الذنوب صغيرا إن الصغير غدا يعود كبيرا     إن الصغير ولو تقادم عهده
                                                                                                                                                                                                                                      عند الإله مسطر تسطيرا     فازجر هواك عن البطالة لا تكن
                                                                                                                                                                                                                                      صعب القياد وشمرن تشميرا     إن المحب إذا أحب إلهه
                                                                                                                                                                                                                                      طار الفؤاد وألهم التفكيرا     فاسأل هدايتك الإله فتتئد
                                                                                                                                                                                                                                      فكفى بربك هاديا ونصيرا



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية