القول في تأويل قوله تعالى: 
[41 - 45] يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام   فبأي آلاء ربكما تكذبان   هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون   يطوفون بينها وبين حميم آن   فبأي آلاء ربكما تكذبان   
يعرف المجرمون بسيماهم  أي: بما يعلوهم من الكآبة والحزن والذلة، وقيل:  [ ص: 5629 ] بسواد الوجوه، وزرقة العيون، فيؤخذ بالنواصي والأقدام  أي: فتأخذهم الزبانية بنواصيهم وأقدامهم، فتسحبهم إلى جهنم، وتقذفهم فيها. والباء للآلة، كأخذت بالخطام، أو للتعدية. و (الناصية) مقدم الرأس. 
فبأي آلاء ربكما تكذبان  قال  ابن جرير   : أي: من تعريفه ملائكته، أهل الإجرام من أهل الطاعة منكم، حتى خصوا بالإذلال والإهانة، المجرمين دون غيرهم. 
هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون  يطوفون بينها وبين حميم  أي: ماء حار آن  أي: انتهى حره، واشتد غليانه. وكل شيء قد أدرك وبلغ فقد أنى، ومنه قوله: غير ناظرين إناه  يعني إدراكه وبلوغه، فبأي آلاء ربكما تكذبان  أي: من عقوبته أهل الكفر به، وتكريمه أهل الإيمان به. 
ثم تأثر ما عدد عليهم من الآلاء الدينية، والدنيوية بتعداد ما أفاض عليهم في الآخرة، بقوله: 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					