القول في تأويل قوله تعالى:
[9] هو الذي ينـزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم
هو الذي ينـزل على عبده آيات بينات أي: حججا واضحات، وبراهين قاطعات.
ليخرجكم أي: الله، أو عبده بآياته من الظلمات إلى النور أي: من ظلمات [ ص: 5678 ] الجهل والكفر والأهواء المتضادة، إلى نور الهدى واليقين، الذي تشعر به النفوس، وتطمئن به القلوب. وإن الله بكم لرءوف رحيم أي في إنزاله الكتب، وإرساله الرسل لهدايتكم، إزاحة للعلل، وإزالة للشبهة.
ولما كان إنزال هذه السورة للأمر بالإنفاق في سبيل الله، والترغيب فيه، والحث عليه، أكثر من ذكره في ضروب من البيان، وفنون من الإحكام، ولذا قال سبحانه: