[ ص: 5704 ] بسم الله الرحمن الرحيم
58- سورة المجادلة
سميت بها، لأنها لما كانت لطلب الحق والصواب، أشبهت مجادلة الأنبياء والقرآن، ولذلك سمع الله لصاحبها. قاله
المهايمي.
وهي مدنية، وآيها اثنتان وعشرون.
[ ص: 5705 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله تعالى:
[1]
nindex.php?page=treesubj&link=28723_29717_32344_32385_32498_34433_29029nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير روى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=hadith&LINKID=669667عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات; لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه، وأنا في ناحية البيت، ما أسمع ما تقول! فأنزل الله عز وجل: nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قد سمع الله إلى آخر الآية، ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري معلقا. وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=11970لابن أبي حاتم nindex.php?page=hadith&LINKID=678566عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أنها قالت: تبارك الذي أوعى سمعه كل شيء، إني أسمع كلام خولة بنت ثعلبة ، ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي تقول: يا رسول الله! أكل شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سني، وانقطع ولدي، ظاهر مني! اللهم إني أشكو إليك. قالت: فما برحت، حتى نزل جبريل بهذه الآية: nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قد سمع إلخ. قال
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : ويقال فيها:
خولة بنت مالك بن ثعلبة، وقد تصغر فيقال: خويلة. ولا منافاة بين هذه الأقوال؛ فالأمر فيها قريب. وفي "العناية". المراد من قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قد سمع الله إلخ: قبل قولها وأجابه، كما في: سمع الله لمن حمده، مجازا بعلاقة السببية أو كناية. انتهى.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1وتشتكي إلى الله أي: تشتكي المجادلة ما لديها من الهم بظهار زوجها منها، إلى الله، وتسأله الفرج.
[ ص: 5706 ] ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1تحاوركما ترجيعكما الكلام في هذه النازلة. وذلك أن
nindex.php?page=treesubj&link=23271الظهار كان طلاق الرجل امرأته في الجاهلية، فإذا تكلم به لم يرجع إلى امرأته أبدا. وقد طمعت المشتكية أن يكون غير قاطع علقة النكاح. والنبي صلى الله عليه وسلم لم يبت لها في الأمر، حتى ينزل الوحي الذي يرد التنازع إليه. ثم أنزل تعالى فيه قوله:
[ ص: 5704 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
58- سُورَةُ الْمُجَادَلَةِ
سُمِّيَتْ بِهَا، لِأَنَّهَا لَمَّا كَانَتْ لِطَلَبِ الْحَقِّ وَالصَّوَابِ، أَشْبَهَتْ مُجَادَلَةَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْقُرْآنِ، وَلِذَلِكَ سَمِعَ اللَّهُ لِصَاحِبِهَا. قَالَهُ
الْمَهَايِمِيُّ.
وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ، وَآيُهَا اثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ.
[ ص: 5705 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[1]
nindex.php?page=treesubj&link=28723_29717_32344_32385_32498_34433_29029nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ nindex.php?page=hadith&LINKID=669667عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ قَالَتِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ; لَقَدْ جَاءَتِ الْمُجَادِلَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُكَلِّمُهُ، وَأَنَا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، مَا أَسْمَعُ مَا تَقُولُ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قَدْ سَمِعَ اللَّهُ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ مُعَلَّقًا. وَفِي رِوَايَةٍ
nindex.php?page=showalam&ids=11970لِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=678566عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: تَبَارَكَ الَّذِي أَوْعَى سَمْعُهُ كُلَّ شَيْءٍ، إِنِّي أَسْمَعُ كَلَامَ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ ، وَيَخْفَى عَلَيَّ بَعْضُهُ وَهِيَ تَشْتَكِي زَوْجَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ تَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَكَلَ شَبَابِي، وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي، حَتَّى إِذَا كَبُرَتْ سِنِّي، وَانْقَطَعَ وَلَدِي، ظَاهَرَ مِنِّي! اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ. قَالَتْ: فَمَا بَرِحَتْ، حَتَّى نَزَلَ جِبْرِيلُ بِهَذِهِ الْآيَةِ: nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قَدْ سَمِعَ إِلَخْ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : وَيُقَالُ فِيهَا:
خَوْلَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَقَدْ تُصَغَّرُ فَيُقَالُ: خُوَيْلَةُ. وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ هَذِهِ الْأَقْوَالِ؛ فَالْأَمْرُ فِيهَا قَرِيبٌ. وَفِي "الْعِنَايَةِ". الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قَدْ سَمِعَ اللَّهُ إِلَخْ: قَبِلَ قَوْلَهَا وَأَجَابَهُ، كَمَا فِي: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، مَجَازًا بِعَلَاقَةِ السَّبَبِيَّةِ أَوْ كِنَايَةً. انْتَهَى.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ أَيْ: تَشْتَكِي الْمُجَادِلَةُ مَا لَدَيْهَا مِنَ الْهَمِّ بِظِهَارِ زَوْجِهَا مِنْهَا، إِلَى اللَّهِ، وَتَسْأَلُهُ الْفَرَجَ.
[ ص: 5706 ] وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1تَحَاوُرَكُمَا تَرْجِيعَكُمَا الْكَلَامَ فِي هَذِهِ النَّازِلَةِ. وَذَلِكَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=23271الظِّهَارَ كَانَ طَلَاقَ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ بِهِ لَمْ يَرْجِعْ إِلَى امْرَأَتِهِ أَبَدًا. وَقَدْ طَمِعَتِ الْمُشْتَكِيَةُ أَنْ يَكُونَ غَيْرَ قَاطِعٍ عَلَقَةَ النِّكَاحِ. وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَبُتَّ لَهَا فِي الْأَمْرِ، حَتَّى يَنْزِلَ الْوَحْيُ الَّذِي يَرُدُّ التَّنَازُعَ إِلَيْهِ. ثُمَّ أَنْزَلَ تَعَالَى فِيهِ قَوْلَهُ: