القول في تأويل قوله تعالى:
[3] وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم
وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم معطوف على " الأميين "
يعني: أنه بعثه في الأميين الذين على عهده، وفي آخرين من الأميين لم يلحقوا بهم بعد، وسيلحقون بهم، وهم الذين بعد الصحابة رضي الله عنهم، من كل من دخل في الإسلام إلى يوم القيامة، كما فسره وغيره، واختاره مجاهد . ابن جرير
قال الرازي: فالمراد بالأميين العرب، وبالآخرين سواهم من الأمم، وجعلهم منهم; لأنهم إذا أسلموا صاروا منهم، فالمسلمون كلهم أمة واحدة، وإن اختلفت أجناسهم، قال تعالى:
والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض انتهى.
[ ص: 5799 ] تنبيه:
قال بعض المحققين: في الآية معجزة من معجزات النبوة، وذلك في الإخبار عن غيب وقع، والبشارة بدخول أمم غير العرب في الإسلام قد حصل، فقد صارت تلك الأمم التي أسلمت، من العرب لأن بلادهم صارت بلاد العرب، ولغتهم لغة العرب، وكذلك دينهم وعاداتهم، حتى أصبحوا من العرب جنسا ودينا ولغة، وحتى صار لفظ العرب يطلق على كل المسلمين من جميع الأجناس؛ لأنهم أمة واحدة وإن هذه أمتكم أمة واحدة فصدق الله العظيم.