القول في تأويل قوله تعالى:
[9 - 10] يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون
يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة أي: عند جلوس الإمام [ ص: 5802 ] على المنبر؛ لأنه لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نداء سواه، رضي الله عنه» بلال «كان إذا جلس على المنبر، أذن فاسعوا إلى ذكر الله أي: الخطبة والصلاة وذروا البيع أي: في ذلك الوقت. قال أبو مالك : كان قوم يجلسون في بقيع ، فيشترون ويبيعون إذا نودي للصلاة يوم الجمعة; فنزلت: الزبير ذلكم خير لكم أي: سعيكم لها، وترك البيع، خير لكم مما نفعه يسير، وربحه مقارب إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة أي: أديت وفرغ منها فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون أي: اذكروا أمره ودينه وشرعه دائما، لتصير ملكة لكم، تظهر آثارها على أعمالكم وأخلاقكم، فتفلحوا بسعادة الدارين.
قال : أي اذكروه بالحمد له، والشكر على ما أنعم به عليكم من التوفيق لأداء فرائضه، لتفلحوا فتدركوا طلباتكم عند ربكم، وتصلوا إلى الخلد في جنانه. ابن جرير