القول في تأويل قوله تعالى:
[14] يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم
يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم خطاب لمن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكان له من أزواجهم وأولادهم من يعاديهم لإيمانهم، ويؤذيهم بسببه، فكان ذلك يغيظهم، وربما يحملهم على البطش بهم، فأمروا بالحذر من فتنتهم، [ ص: 5825 ] وشركهم فحسب، وأن يظهروا فيهم بمظهر أولي الفضل، كما قال: وأن تعفوا أي: عن ذنوبهم وتصفحوا أي: بترك التثريب والتعيير وتغفروا أي: جناياتهم بالرحمة لهم. فإن الله غفور رحيم أي: يعاملكم بمثل ما عملتم.
روى عن ابن جرير قال: كان الرجل يسلم فيلومه أهله وبنوه، فنزلت الآية. إسماعيل بن أبي خالد
وعن قال: كان الرجل إذا أراد أن يهاجر من ابن عباس مكة إلى المدينة تمنعه زوجته وولده، ولم يألوا يثبطونه عن ذلك، فقال الله: إنهم عدو لكم فاحذروهم واسمعوا وأطيعوا، وامضوا لشأنكم، فكان الرجل بعد ذلك إذا منع وثبط، مر بأهله وأقسم ليفعلن وليعاقبن أهله في ذلك، فقال الله جل ثناؤه: وإن تعفوا وتصفحوا الآية...