القول في تأويل قوله تعالى:
[16 - 17] أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير .
أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض خطاب للكافرين، أي: أأمنتم العلي الأعلى أن يخسف بكم الأرض فيغيبكم إلى أسفل سافلين.
فإذا هي تمور أي: تضطرب وتهتز هزا شديدا بكم، وترتفع فوقكم، وتنقلب عليكم.
أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا وهو التراب، فيه الحصباء الصغار، فستعلمون كيف نذير قال : أي: عاقبة نذيري لكم، إذا كذبتم به، ورددتموه على رسولي. ابن جرير
[ ص: 5886 ] وقد بين تعالى نذيره لهم في غير ما آية، وهو زهوق باطلهم إذا أصروا، ونصر رسوله، وغلبة جنده، كما قال تعالى: ولتعلمن نبأه بعد حين
قال الشهاب: النذير مصدر، والياء محذوفة، والقراء مختلفون فيها: فمنهم من حذفها وصلا، وأثبتها وقفا، ومنهم من حذفها في الحالين اكتفاء بالكسرة، وكذلك الحال في " نكير " .