القول في تأويل قوله تعالى:
[21 - 27] فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين فانطلقوا وهم يتخافتون أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين وغدوا على حرد قادرين فلما رأوها قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون
فتنادوا أي: فنادى بعضهم بعضا مصبحين أي: وقت الصبح، ولم يشعروا [ ص: 5900 ] بما جرى عليهم بالليل أن اغدوا أي: اخرجوا غدوة على حرثكم أي: زرعكم إن كنتم صارمين أي: قاصدين قطع ثمارها، وقد قطعها البلاء من أصلها.
فانطلقوا وهم يتخافتون أي: يكتمون ذهابهم ويتسارون فيما بينهم.
أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين أي: فقير، فالجملة مفسرة. أو " أن " مصدرية، أي: بأن.
قال : والنهي عن الدخول للمسكين، نهي لهم عن تمكينه منه. أي: لا تمكنوه من الدخول حتى يدخل، كقولك: لا أرينك هاهنا. الزمخشري
وغدوا على حرد أي: غدوا إلى جنتهم، على نشاط وسرعة وجد من أمرهم، أو على منع وغضب.
قادرين أي: في زعمهم على ما أصروا عليه من الصرام وحرمان المساكين.
فلما رأوها أي: فلما صاروا إليها، ورأوها محترقا حرثها.
قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون أي: أنكروها وشكوا فيها: هل هي جنتهم أم لا; فقال بعضهم لأصحابه: ظنا منه أنهم قد أغفلوا طريق جنتهم وأن التي رأوها غيرها: إنا أيها القوم، لضالون طريق جنتنا! فقال من علم أنها جنتهم، وأنهم لم يخطئوا الطريق: بل نحن أيها القوم، محرومون، حرمنا منفعة جنتنا بذهاب حرثها.