القول في تأويل قوله تعالى:
[3] وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا
وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا أي: تعالى ملكه وعظمته، وصدق ربوبيته، عن اتخاذ الصاحبة والولد.
[ ص: 5946 ] قال : الجد بمعنى الحظ. يقال: فلان ذو جد في هذا الأمر إذا كان له حظ فيه، وهو الذي يقال له بالفارسية: البخت. والمعنى: أن حظوته من الملك والسلطان والقدرة العظيمة عالية، فلا تكون له صاحبة ولا ولد؛ لأن الصاحبة إنما تكون للضعيف العاجز الذي تضطره الشهوة الباعثة إلى اتخاذها، وأن الولد إنما يكون عن شهوة أزعجته إلى الوقاع الذي يحدث منه الولد. فقال النفر من الجن: علا ملك ربنا وسلطانه وقدرته وعظمته أن يكون ضعيفا ضعف خلقه، الذين تضطرهم الشهوة إلى اتخاذ صاحبة، أو وقاع شيء يكون منه ولد. ابن جرير