القول في تأويل قوله تعالى:
[10 - 14] واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا
واصبر على ما يقولون أي: من الأذى والفري واهجرهم هجرا جميلا أي: بالإعراض عن مكافأتهم بالمثل، كما قال تعالى: ودع أذاهم وتوكل على الله وذرني والمكذبين أي: دعني وإياهم، وكل أمرهم إلي؛ فإن بي غنيمة عنك في الانتقام منهم.
أولي النعمة أي: التنعم، يريد صناديد قريش ومترفيهم.
ومهلهم قليلا أي: تمهل عليهم زمانا، أو إمهالا قليلا.
إن لدينا أنكالا أي: قيودا وجحيما أي: نارا شديدة الحر والاتقاد وطعاما ذا غصة أي: يغص به آكله فلا يسيغه، وعذابا أليما أي: ونوعا آخر من أنواع العذاب مؤلما لا يعرف كنهه. أي: فلا ترى موكولا إليه أمرهم ينتقم منهم بمثل ذلك الانتقام.
يوم ترجف الأرض والجبال أي: تضطرب وترتج بالزلزال، وكانت الجبال كثيبا مهيلا أي: رملا متفرقا منثورا.