الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [18 - 20] إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر

                                                                                                                                                                                                                                      إنه فكر أي: ماذا يقول في هذه الآيات الكريمة والذكر الحكيم وقدر أي: في نفسه ما يقوله وهيأه.

                                                                                                                                                                                                                                      فقتل كيف قدر أي: لعن، كيف قدر ذلك الافتراء الباطل، واختلق ما يكذبه وجدانه فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم قتل كيف قدر تكرير للمبالغة في التعجب منه، وقد اعتيد فيمن عجب غاية التعجب أنه يكثر من التعجب ويكرره.

                                                                                                                                                                                                                                      و " ثم " للدلالة على الثانية أبلغ في التعجب من الأولى للعطف ب: " ثم " الدالة على تفاوت الرتبة. فكأنه قيل: قتل بنوع ما من القتل، لا بل قتل بأشده وأشده; لذا ساغ العطف فيه، مع أنه تأكيد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقد جوز الزمخشري في هذه الجملة ثلاثة أوجه: أن تكون تعجيبا من تقديره وإصابته فيه المحز ورميه الغرض الذي كان تنتحيه قريش، أو ثناء عليه على طريقة الاستهزاء به، أو حكاية لما ذكره من قولهم:

                                                                                                                                                                                                                                      قتل كيف قدر تهكما بهم وبإعجابهم بتقديره، واستعظامهم لقوله.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم قال: ومعنى قول القائل: قتله الله، ما أشجعه، وأخزاه الله، ما أشعره، الإشعار بأنه قد بلغ المبلغ الذي هو حقيق بأن يحسد ويدعو عليه حاسده بذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5977 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية