[ ص: 6143 ] بسم الله الرحمن الرحيم
89- سورة الفجر
مكية. وآيها تسع عشرة
روى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=677489صلى nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ صلاة. فجاء رجل فصلى معه، فطول. فصلى في ناحية المسجد ثم انصرف. فبلغ ذلك معاذا ، فقال: منافق. فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل الفتى فقال: يا رسول الله! حيث أصلي معه يطول علي. فانصرفت وصليت في ناحية المسجد فعلفت ناقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفتانا يا nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ ؟ أين أنت من (سبح اسم ربك الأعلى) (والشمس وضحاها) (والفجر) (والليل إذا يغشى)؟ [ ص: 6144 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله تعالى:
[ 1 - 5 ]
nindex.php?page=treesubj&link=32783_33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=1والفجر nindex.php?page=treesubj&link=33030_33042_33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=2وليال عشر nindex.php?page=treesubj&link=33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=3والشفع والوتر nindex.php?page=treesubj&link=31755_33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4والليل إذا يسر nindex.php?page=treesubj&link=33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5هل في ذلك قسم لذي حجر nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=1والفجر أي: الصبح كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=18والصبح إذا تنفس أقسم تعالى بآياته، لما يحصل به من انقضاء الليل وظهور الضوء وانتشار الناس وسائر الحيوانات، لطلب الأرزاق; وذلك مشاكل لنشور الموتى من قبورهم. وفيه عبرة لمن تأمل.
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=2وليال عشر هي -على قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد - عشر ذي الحجة; لأنها
nindex.php?page=treesubj&link=2550_1266أيام الاهتمام بنسك الحج. وفي
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=663058« ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام» يعني عشر ذي الحجة.
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : أنه قيل: عني بها عشر المحرم.
والرازي قولا أنها العشر الأواخر من رمضان، لما فيه من ليلة القدر، ولما صح أنه صلوات الله عليه
nindex.php?page=hadith&LINKID=651884« كان إذا دخل العشر الأخير [ ص: 6145 ] من رمضان شد مئزره وأحيى ليله وأيقظ أهله » . وثمة وجه آخر في العشر. وهو أنها الليالي التي يحلك فيها الليل ويشتد ظلامه ويغشى الأفق سواده، وتلك خمس من أوائله وخمس من أواخره. وإن لفظة "عشر" بمثابة قوله في السور الآتية
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1إذا يغشى nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2إذا سجى مما يبين وجه العبرة ويجليها أتم الجلاء، ولا بعد في هذا المعنى، بل فيه توافق لبقية الآيات. وبالجملة فأوضح المخصصات ما عضده دليل أو أيدته قرينة أو حاكى نظائره. والله أعلم.
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=3والشفع والوتر يعني الخلق والخالق. فالشفع بمعنى جميع الخلق، للازدواج فيه كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=49ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : كل خلق الله شفع: السماء والأرض، والبر والبحر، والجن والإنس، والشمس والقمر، والكفر والإيمان، والسعادة والشقاوة، والهدى والضلالة، والليل والنهار.
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=3والوتر هو الله تعالى لأنه من أسمائه وهو بمعنى الواحد الأحد. فأقسم الله بذاته وخلقه. وقيل: المعنى بالشفع والوتر، جميع الموجودات من الذوات والمعاني; لأنها لا تخلو من شفع ووتر.
قال
القاضي: ومن فسرهما بالبروج والسيارات أو شفع الصلوات ووترها أو بيومي النحر وعرفة، فلعله أفرد بالذكر من أنواع المدلول ما رآه أظهر دلالة على التوحيد، أو مدخلا في الدين، أو مناسبة لما قبلهما.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بالشفع والوتر، ولم يخصص نوعا من الشفع ولا من الوتر، دون نوع، بخبر ولا عقل، وكل شفع ووتر، فهو مما أقسم به. مما قال أهل التأويل أنه داخل في قسمه هذا، لعموم قسمه بذلك.
وقد قرئ: "الوتر" بفتح الواو وكسرها، وهما لغتان.
[ ص: 6146 ] nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4والليل إذا يسر أي: إذا يمضي، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=33والليل إذ أدبر والتقييد بذلك لما في التعاقب من قوة الدلالة على كمال القدرة ووفور النعمة; ففي الليل الراحة التي هي من أعظم النعم، وفي النهار المكاسب وغيرها. وحذف الياء للتخفيف ولتتوافق رؤوس الآي. ومن القراء من حذفها، أصلا ووقفا. ومنهم من خصه بأحدهما، كما فصل في كتب الأداء.
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5هل في ذلك قسم لذي حجر قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : أي: هل فيما أقسمت به من هذه الأمور مقنع لذي حجر، وإنما عني بذلك: أن في هذا القسم مكتفى لمن عقل عن ربه، مما هو أغلظ منه في الإقسام.
وقال
الرازي: المراد من الاستفهام التأكيد، كمن ذكر حجة باهرة ثم قال: هل فيما ذكرته حجة؟ والمعنى أن من كان ذا لب علم أن ما أقسم الله تعالى به من هذه الأشياء فيه
nindex.php?page=treesubj&link=28658عجائب ودلائل على التوحيد والربوبية. فهو حقيق بأن يقسم به لدلالته على خالقه، أي: على طريقة قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=76وإنه لقسم لو تعلمون عظيم وإنما أوثرت هذه الطريقة هضما للخلق، وإيذانا بظهور الأمر. و (الحجر) العقل; لأنه يحجر صاحبه، أي: يمنعه من ارتكاب ما لا ينبغي، والمقسم عليه محذوف وهو: (ليعذبن) كما ينبئ عنه قوله تعالى:
[ ص: 6143 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
89- سُورَةُ الْفَجْرِ
مَكِّيَّةٌ. وَآيُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ
رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=677489صَلَّى nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذٌ صَلَاةً. فَجَاءَ رَجُلٌ فَصَلَّى مَعَهُ، فَطَوَّلَ. فَصَلَّى فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ انْصَرَفَ. فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا ، فَقَالَ: مُنَافِقٌ. فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَ الْفَتَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! حَيْثُ أُصَلِّي مَعَهُ يُطَوِّلُ عَلَيَّ. فَانْصَرَفْتُ وَصَلَّيْتُ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَعَلَفْتُ نَاقَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفَتَّانًا يَا nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذُ ؟ أَيْنَ أَنْتَ مِنْ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) (وَالْفَجْرِ) (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى)؟ [ ص: 6144 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[ 1 - 5 ]
nindex.php?page=treesubj&link=32783_33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=1وَالْفَجْرِ nindex.php?page=treesubj&link=33030_33042_33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=2وَلَيَالٍ عَشْرٍ nindex.php?page=treesubj&link=33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=3وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ nindex.php?page=treesubj&link=31755_33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ nindex.php?page=treesubj&link=33062_29060nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=1وَالْفَجْرِ أَيِ: الصُّبْحِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=18وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ أَقْسَمَ تَعَالَى بِآيَاتِهِ، لِمَا يَحْصُلُ بِهِ مِنِ انْقِضَاءِ اللَّيْلِ وَظُهُورِ الضَّوْءِ وَانْتِشَارِ النَّاسِ وَسَائِرِ الْحَيَوَانَاتِ، لِطَلَبِ الْأَرْزَاقِ; وَذَلِكَ مُشَاكِلٌ لِنُشُورِ الْمَوْتَى مِنْ قُبُورِهِمْ. وَفِيهِ عِبْرَةٌ لِمَنْ تَأَمَّلَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=2وَلَيَالٍ عَشْرٍ هِيَ -عَلَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ - عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ; لِأَنَّهَا
nindex.php?page=treesubj&link=2550_1266أَيَّامُ الِاهْتِمَامِ بِنُسُكِ الْحَجِّ. وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=663058« مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ.
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : أَنَّهُ قِيلَ: عُنِيَ بِهَا عَشْرُ الْمُحَرَّمِ.
وَالرَّازِيُّ قَوْلًا أَنَّهَا الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ، لِمَا فِيهِ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَلِمَا صَحَّ أَنَّهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=651884« كَانَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ الْأَخِيرُ [ ص: 6145 ] مِنْ رَمَضَانَ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَى لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ » . وَثَمَّةَ وَجْهٌ آخَرُ فِي الْعَشْرِ. وَهُوَ أَنَّهَا اللَّيَالِي الَّتِي يَحْلَكُ فِيهَا اللَّيْلُ وَيَشْتَدُّ ظَلَامُهُ وَيَغْشَى الْأُفُقَ سَوَادُهُ، وَتِلْكَ خَمْسٌ مِنْ أَوَائِلِهِ وَخَمْسٌ مِنْ أَوَاخِرِهِ. وَإِنَّ لَفْظَةَ "عَشْرٍ" بِمَثَابَةِ قَوْلِهِ فِي السُّوَرِ الْآتِيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1إِذَا يَغْشَى nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=2إِذَا سَجَى مِمَّا يُبَيِّنُ وَجْهَ الْعِبْرَةِ وَيُجَلِّيهَا أَتَمَّ الْجَلَاءِ، وَلَا بُعْدَ فِي هَذَا الْمَعْنَى، بَلْ فِيهِ تَوَافُقٌ لِبَقِيَّةِ الْآيَاتِ. وَبِالْجُمْلَةِ فَأَوْضَحُ الْمُخَصَّصَاتِ مَا عَضَّدَهُ دَلِيلٌ أَوْ أَيَّدَتْهُ قَرِينَةٌ أَوْ حَاكَى نَظَائِرَهُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=3وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ يَعْنِي الْخَلْقَ وَالْخَالِقَ. فَالشَّفْعُ بِمَعْنَى جَمِيعِ الْخَلْقِ، لِلِازْدِوَاجِ فِيهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=49وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : كُلُّ خَلْقِ اللَّهِ شَفْعٌ: السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، وَالْبَرُّ وَالْبَحْرُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، وَالْكُفْرُ وَالْإِيمَانُ، وَالسَّعَادَةُ وَالشَّقَاوَةُ، وَالْهُدَى وَالضَّلَالَةُ، وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=3وَالْوَتْرِ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى لِأَنَّهُ مِنْ أَسْمَائِهِ وَهُوَ بِمَعْنَى الْوَاحِدُ الْأَحَدُ. فَأَقْسَمَ اللَّهُ بِذَاتِهِ وَخَلْقِهِ. وَقِيلَ: الْمَعْنَى بِالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، جَمِيعُ الْمَوْجُودَاتِ مِنَ الذَّوَاتِ وَالْمَعَانِي; لِأَنَّهَا لَا تَخْلُو مِنْ شَفْعٍ وَوَتْرٍ.
قَالَ
الْقَاضِي: وَمَنْ فَسَّرَهُمَا بِالْبُرُوجِ وَالسَّيَّارَاتِ أَوْ شَفْعِ الصَّلَوَاتِ وَوَتْرِهَا أَوْ بِيَوْمَيِ النَّحْرِ وَعَرَفَةَ، فَلَعَلَّهُ أَفْرَدَ بِالذِّكْرِ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَدْلُولِ مَا رَآهُ أَظْهَرَ دَلَالَةً عَلَى التَّوْحِيدِ، أَوْ مَدْخَلًا فِي الدِّينِ، أَوْ مُنَاسَبَةً لِمَا قَبْلَهُمَا.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَقْسَمَ بِالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، وَلَمْ يُخَصِّصْ نَوْعًا مِنَ الشَّفْعِ وَلَا مِنَ الْوَتْرِ، دُونَ نَوْعٍ، بِخَبَرٍ وَلَا عَقْلٍ، وَكُلُّ شَفْعٍ وَوَتْرٍ، فَهُوَ مِمَّا أَقْسَمَ بِهِ. مِمَّا قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ أَنَّهُ دَاخِلٌ فِي قَسَمِهِ هَذَا، لِعُمُومِ قَسَمِهِ بِذَلِكَ.
وَقَدْ قُرِئَ: "الْوَتْرِ" بِفَتْحِ الْوَاوِ وَكَسْرِهَا، وَهُمَا لُغَتَانِ.
[ ص: 6146 ] nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ أَيْ: إِذَا يَمْضِي، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=33وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وَالتَّقْيِيدُ بِذَلِكَ لِمَا فِي التَّعَاقُبِ مِنْ قُوَّةِ الدَّلَالَةِ عَلَى كَمَالِ الْقُدْرَةِ وَوُفُورِ النِّعْمَةِ; فَفِي اللَّيْلِ الرَّاحَةُ الَّتِي هِيَ مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ، وَفِي النَّهَارِ الْمَكَاسِبُ وَغَيْرُهَا. وَحَذْفُ الْيَاءِ لِلتَّخْفِيفِ وَلِتَتَوَافَقَ رُؤُوسُ الْآيِ. وَمِنَ الْقُرَّاءِ مَنْ حَذَفَهَا، أَصْلًا وَوَقْفًا. وَمِنْهُمْ مَنْ خَصَّهُ بِأَحَدِهِمَا، كَمَا فُصِّلَ فِي كُتُبِ الْأَدَاءِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : أَيْ: هَلْ فِيمَا أَقْسَمْتُ بِهِ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ مُقْنِعٌ لِذِي حِجْرٍ، وَإِنَّمَا عُنِيَ بِذَلِكَ: أَنَّ فِي هَذَا الْقَسَمِ مُكْتَفًى لِمَنْ عَقِلَ عَنْ رَبِّهِ، مِمَّا هُوَ أَغْلَظُ مِنْهُ فِي الْإِقْسَامِ.
وَقَالَ
الرَّازِيُّ: الْمُرَادُ مِنْ الِاسْتِفْهَامِ التَّأْكِيدُ، كَمَنْ ذَكَرَ حُجَّةً بَاهِرَةً ثُمَّ قَالَ: هَلْ فِيمَا ذَكَرْتُهُ حُجَّةٌ؟ وَالْمَعْنَى أَنَّ مَنْ كَانَ ذَا لُبٍّ عَلِمَ أَنَّ مَا أَقْسَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ فِيهِ
nindex.php?page=treesubj&link=28658عَجَائِبُ وَدَلَائِلُ عَلَى التَّوْحِيدِ وَالرُّبُوبِيَّةِ. فَهُوَ حَقِيقٌ بِأَنْ يُقْسِمَ بِهِ لِدَلَالَتِهِ عَلَى خَالِقِهِ، أَيْ: عَلَى طَرِيقَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=76وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ وَإِنَّمَا أُوثِرَتْ هَذِهِ الطَّرِيقَةُ هَضْمًا لِلْخَلْقِ، وَإِيذَانًا بِظُهُورِ الْأَمْرِ. وَ (الْحِجْرُ) الْعَقْلُ; لِأَنَّهُ يَحْجُرُ صَاحِبَهُ، أَيْ: يَمْنَعُهُ مِنِ ارْتِكَابِ مَا لَا يَنْبَغِي، وَالْمُقْسَمُ عَلَيْهِ مَحْذُوفٌ وَهُوَ: (لَيُعَذَّبَنَّ) كَمَا يُنْبِئُ عَنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: