تنبيه:
دلت الآية على جواز ، كذا قاله المسألة بالله تعالى الرازي ، ووجهه أنه تعالى أقرهم على هذا التساؤل؛ لكونهم يعتقدون عظمته، ولم ينكره عليهم، نعم من أداه التساؤل باسمه تعالى إلى [ ص: 1098 ] التساهل في شأنه وجعله عرضة لعدم إجلاله ووسيلة للأبواب الساسانية فهذا محظور قطعا.
وعليه يحمل ما ورد من لعن من سأل بوجه الله، كما سنذكره، وقد ورد في هذا الباب أحاديث وافرة.
منها عن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ابن عمر رواه من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أتى عليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه ، الإمام أحمد ، وأبو داود والنسائي، ، وابن حبان . والحاكم
وروى ، الإمام أحمد ، عن وأبو داود مرفوعا: ابن عباس . من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بوجه الله فأعطوه
وعن مرفوعا: ابن عمر من سئل بالله فأعطى كتب له سبعون حسنة رواه بإسناد ضعيف. البيهقي
وفي عن البخاري : البراء بن عازب . أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبع وذكر منها: وإبرار القسم
وروى أبو داود في "المختارة" بإسناد صحيح عن [ ص: 1099 ] والضياء مرفوعا: جابر . لا يسأل بوجه الله تعالى إلا الجنة
وروى ، عن الطبراني مرفوعا: أبي موسى الأشعري قال ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله، ما لم يسأل هجرا السيوطي : إسناده حسن.
وقال الحافظ المنذري : رجاله رجال الصحيح إلا شيخه (يعني ) الطبراني يحيى بن عثمان بن صالح ، وهو ثقة وفيه كلام.
وهجرا (بضم الهاء وسكون الجيم) أي: ما لم يسأل أمرا قبيحا لا يليق، ويحتمل أنه أراد ما لم يسأل سؤالا قبيحا بكلام قبيح، انتهى.
وعن أبي عبيدة، مولى رفاعة ، عن رافع رواه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سئل بوجه الله فمنع سائله . الطبراني
وعن - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ابن عباس رواه ألا أخبركم بشر الناس؟ رجل يسأل بوجه الله ولا يعطي ، وقال: حسن غريب، الترمذي ، والنسائي في صحيحه. وابن حبان
وعن - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي هريرة . ألا أخبركم بشر البرية؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الذي يسأل بالله ولا يعطي
إن الله كان عليكم رقيبا أي: مراقبا لجميع أحوالكم وأعمالكم، يراها ويعلمها فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، كما قال [تعالى]: والله على كل شيء شهيد وفي الحديث: . اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك
وهذا إرشاد وأمر بمراقبته تعالى، فعلى المرء أن يراقب أحوال نفسه، ويأخذ حذره من أن ينتهز الشيطان منه فرصة فيهلك على غفلة.