تنبيه:
قال : يدخل في الآية كل من زكى نفسه ووصفها بزكاء العمل وزيادة الطاعة والتقوى والزلفى عند الله، فإن قلت: أما قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: الزمخشري قلت: إنما قال ذلك حين قال له المنافقون: اعدل في القسمة؛ إكذابا لهم إذ وصفوه بخلاف ما وصفه به ربه، وشتان من شهد الله له بالتزكية ومن شهد لنفسه أو شهد له من لا يعلم. والله! إني لأمين في السماء، أمين في الأرض؟
وقد ورد في أحاديث كثيرة، منها: ذم التمادح والتزكية
عن - رضي الله عنه - قال: أبي موسى الأشعري متفق عليه. سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يثني على رجل ويطريه في المدح فقال: أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل
وعن رضي الله عنه - أبي بكرة - متفق عليه. أن رجلا ذكر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأثنى عليه رجل خيرا، [ ص: 1321 ] فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ويحك! قطعت عنق صاحبك - يقوله مرارا - إن كان أحدكم مادحا لا محالة فليقل: أحسب كذا وكذا إن كان يرى أنه كذلك، وحسيبه الله، ولا يزكي على الله أحدا
وعن همام بن الحارث، عن - رضي الله عنه - المقداد - رضي الله عنه - فعمد عثمان فجثا على ركبتيه، فجعل يحثو في وجهه الحصباء، فقال له المقداد : ما شأنك؟ فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب عثمان رواه أن رجلا جعل يمدح . مسلم
وقال : حدثنا الإمام أحمد ، عن أبيه، عن معتمر نعيم بن أبي هند قال: قال : من قال: أنا مؤمن فهو كافر، ومن قال: هو عالم فهو جاهل، ومن قال: هو في الجنة فهو في النار. عمر بن الخطاب
ورواه من طريق ابن مردويه موسى بن عبيدة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز ، عن أنه قال: إن أخوف ما أخاف عليكم إعجاب المرء برأيه، فمن قال إنه مؤمن فهو كافر، ومن قال هو عالم فهو جاهل، ومن قال هو في الجنة فهو في النار. عمر
وروى ، عن الإمام أحمد معبد الجهني قال: قلما كان يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وكان قلما يدع يوم الجمعة هؤلاء الكلمات أن يحدث بهن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإن هذا المال حلو خضر فمن يأخذه بحقه يبارك له فيه، وإياكم والتمادح فإنه الذبح معاوية . كان
وروى عنه: ابن ماجه . إياكم والتمادح فإنه الذبح
وروى بسنده إلى ابن جرير قال: إن الرجل ليغدو بدينه، ثم [ ص: 1322 ] يرجع وما معه منه شيء، يلقى الرجل ليس يملك له نفعا ولا ضرا فيقول له: والله! إنك لذيت وذيت فلعله أن يرجع ولم يحل من حاجته بشيء، وقد أسخط الله عليه، ثم قرأ: عبد الله بن مسعود ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم الآية.
ولا يظلمون فتيلا عطف على جملة قد حذفت؛ تعويلا على دلالة الحال عليها، وإيذانا بأنها غنية عن الذكر، أي: يعاقبون بتلك الفعلة القبيحة ولا يظلمون في ذلك العقاب فتيلا، أي: أدنى ظلم وأصغره، والفتيل الخيط الذي في شق النواة، أو ما يفتل بين الأصابع من الوسخ، يضرب به المثل في القلة والحقارة، وقيل: التقدير: يثاب المزكون ولا ينقص من ثوابهم شيء أصلا، ولا يساعده مقام الوعيد، قاله أبو السعود .