القول في تأويل قوله تعالى:
وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنـزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا [61]
وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنـزل الله أي: إلى حكم ما أنزل الله في القرآن الذي تدعون الإيمان به وإلى الرسول أي: حكمه رأيت المنافقين يصدون أي: يمنعون [ ص: 1353 ] خصومهم فيبعدونهم عنك صدودا بليغا؛ ليتمكنوا مما يريدونه بالرشوة.
وقوله تعالى: وإذا قيل إلخ تكملة لمادة التعجيب ببيان إعراضهم صريحا عن التحاكم إلى كتاب الله تعالى ورسوله إثر بيان إعراضهم عن ذلك في ضمن التحاكم إلى الطاغوت، وإظهار (المنافقين) في مقام الإضمار للتسجيل عليهم بالنفاق، وذمهم به، والإشعار بعلة الحكم.