تنبيه:
في الآية مسائل:
الأولى: قال في "الإكليل": استدل بها من قال: تقبل ثلاثا، ولا تقبل في الرابعة. توبة المرتد
وقال بعض الزيدية في (تفسيره): دلت على أن توبة المرتد تقبل؛ لأنه تعالى أثبت إيمانا بعد كفر تقدمه إيمان.
[ ص: 1610 ] وأقول: دلالتها على ذلك في صورة عدم تكرار الردة، وأما معه فلا، كما لا يخفى.
ثم قال: وعن : إذا ارتد في الدفعة الثالثة لم تقبل توبته، وهي رواية الشعبي، عن علي عليه السلام. انتهى. إسحاق
وذهبت الحنابلة إلى أن من تكررت ردته لم تقبل توبته، كما أسلفنا ذلك في آل عمران في قوله تعالى: كيف يهدي الله قوما [آل عمران: 86] الآية، وقوله بعدها: إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا [آل عمران: 90]، وذكرنا ثمة أن هذه الآية كتلك الآية، وأن ظاهرهما يشهد لما ذهب إليه إسحاق ، وأما الوجوه المسوقة هنا فهي من تأويل أكثر العلماء القائلين بقبول توبة المرتد، وإن تكررت، وبعد: فالمقام دقيق، والله أعلم. وأحمد
الثانية: دلت على أن ، فوجب أن يكون الإيمان نصا كذلك؛ لأنهما ضدان متنافيان، فإذا قبل أحدهما التفاوت قبله الآخر، وقوله تعالى: الكفر يقبل الزيادة والنقصان