قوله تعالى: وإذ يمكر بك الذين كفروا آية 30
[8994] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن محمد بن إسحاق ، عن ، عن ابن أبي ليلى عن مجاهد، ابن عباس
[ ص: 1687 ] : أن نفرا، من قريش ومن أشراف كل قبيلة، اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة واعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل، فلما رأوه قالوا: من أنت؟ قال: شيخ من أهل نجد، سمعت بما اجتمعتم له فأردت أن أحضركم ولن يعدمكم مني رأي ونصح قالوا: أجل، فادخل، فدخل معهم، قال: انظروا في شأن هذا الرجل فوالله ليوشكن أن يواثبكم في أمركم بأمره، فقال قائل: احبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك، كما هلك من كان قبله من الشعراء زهير ونابغة، فإنما هو كأحدهم، فقال عدو الله الشيخ النجدي: لا والله، ما هذا لكم برأي والله ليخرجن رأيه من محبسه إلى أصحابه فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم، ثم يمنعوه منكم فما آمن عليكم أن يخرجوكم من بلادكم، فانظروا في غير هذا الرأي، فقال قائل: فأخرجوه من بين أظهركم فاستريحوا منه فإنه إذا خرج لم يضركم ما صنع وأين وقع وإذا غاب عنكم أذاه استرحتم منه وكان أمره في غيركم، فقال الشيخ النجدي: والله ما هذا لكم برأي، ألم تروا حلاوة قوله وطلاقة لسانه وأخذه للقلوب بما يستمع من حديثه؟ والله لئن فعلتم ثم استعرض العرب ليجتمعن عليه، ثم ليسيرن إليكم حتى يخرجكم من بلادكم ويقتل أشرافكم، قالوا: صدق والله، فانظروا رأيا غير هذا، فقال أبو جهل: والله لأشيرن عليكم برأي ما أرى أبصرتموه بعد ما أرى غيره، قالوا: وما هذا؟ قال: نأخذ من كل قبيلة غلاما سبطا شابا نهدا، ثم نعطي كل غلام منهم سيفا صارما، ثم يضربونه يعني: ضربة رجل واحد، فإذا قتلتموه تفرق دمه في القبائل كلها فلا أظن هذا الحي من بني هاشم يقوون على حرب قريش كلهم، وأنهم إذا رأوا ذلك قبلوا العقل واسترحنا وقطعنا عنا أذاه، فقال الشيخ النجدي: هذا والله هو الرأي، القول ما قال الفتى لا رأي غيره، فتفرعوا على ذلك وهم مجمعون له، قال: فأتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت، وأخبره بمكر القوم فلم يبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته تلك الليلة وأذن الله له عند ذلك في الخروج، وأنزل عليه بعد قدومه المدينة في الأنفال يذكر نعمته عليه وبلاءه عنده، وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
[ ص: 1688 ] قوله تعالى: ليثبتوك
[8995] حدثنا ، ثنا أبي ، ثنا أبو صالح، كاتب الليث معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ، قوله: ابن عباس وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك يعني: ليوثقوك وروي عن نحو ذلك قتادة
والوجه الثاني:
[8996] ذكره الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا حجاج، عن ، قال: وأنبأ ابن جريج ، عطاء وابن كثير، ليثبتوك أنها: ليسجنوك وروي عن ، أنه قال: يحبسوك ويوثقوك. السدي
قوله تعالى: أو يقتلوك
[8997] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا ، ثنا شبابة ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح مجاهد، ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك كفار قريش حين أرادوا ذلك بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يخرج من مكة
قوله تعالى: أو يخرجوك
[8998] حدثنا ، ثنا أبي إبراهيم بن موسى ، أنبأ ، عن هشام بن يوسف ، أخبرني ابن جريج ، عن عطاء ، عبيد بن عمير أن أبا طالب، قال للنبي صلى الله عليه وسلم: هل تدري ما ائتمر فيك قومك؟ قال: نعم، ائتمروا أن يسجنوني أو يقتلوني أو يخرجوني. ، قال: من أخبرك هذا؟ قال: ربي. ، قال: نعم الرب ربك فاستوص به خيرا، قال: أنا أستوصي به أو هو يستوصي بي؟.
قوله تعالى: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
[8999] حدثنا محمد بن العباس، مولى بني هاشم ، ثنا محمد بن عمرو زنيج ، [8900] حدثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، حدثنا محمد بن جعفر بن الزبير ، عن ، عروة بن الزبير ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين أي فمكرت بهم بكيدي المتين حتى خلصتك منهم
[ ص: 1689 ] قوله تعالى: وإذا آية 31
[9000] حدثنا أبو بكر بن أبي موسى ، ثنا هارون بن حاتم ، ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد ، عن أسباط بن نصر ، عن ، عن السدي أبي مالك ، قوله: " إذا " يعني: لم يكن