قوله تعالى: لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم آية 89
[6701] حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، ثنا عبدة بن سليمان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه، عن عائشة، في قول الله: لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم قالت: هو قول الرجل: لا والله، وبلى والله.
[6702] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح كاتب الليث ، حدثني ابن لهيعة ، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير ، قال: كانت عائشة تقول: إنما اللغو في المزاحة والهزل وهو قول الرجل: لا والله، وبلى والله، فذلك لا كفارة فيه، إنما الكفارة فيما عقد عليه قلبه مثل أن يفعله ثم لا يفعله.
[6703] وروي عن ابن عمر ، وابن عباس في أحد أقواله والشعبي ، وعكرمة في أحد قوليه وعطاء ، والقاسم بن محمد ، ومجاهد في أحد قوليه وعروة بن الزبير ، وابن صالح، والضحاك في أحد قوليه وأبي قلابة، والزهري نحو ذلك.
والوجه الثاني: وهو أحد قولي عائشة.
[6704] قرئ على يونس بن عبد الأعلى ، ثنا ابن وهب ، أخبرني الثقة، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة، أنها كانت تأول هذه الآية، يعني قوله: [ ص: 1190 ] لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم وتقول: هو الشيء يحلف عليه أحدكم لا يريد منه إلا الصدق، فيكون على غير ما حلف عليه وروي عن أبي هريرة ، وابن عباس في أحد قوليه وسليمان بن يسار ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وإبراهيم النخعي في أحد قوليه والحسن ، وزرارة بن أوفى، وأبي مالك ، وعطاء الخراساني ، وبكر بن عبد الله ، وأحد قولي عكرمة ، وحبيب بن أبي ثابت ، والسدي ، ومكحول ، وطاوس، وقتادة ، ومقاتل بن حيان ، والربيع بن أنس ، وربيعة ، ويحيى بن سعيد نحو ذلك.
وقد روي عن عائشة القولان جميعا في حديث واحد.
[6705] حدثنا به عصام بن رواد ، ثنا آدم، ثنا شيبان ، عن جابر، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عائشة، قالت: هو قوله: لا والله وبلى والله، وهو يرى أنه صادق فلا يكون كذلك.
والوجه الثالث:
[6706] حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثني عقبة بن خالد ، عن عقبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم قال: هو الرجل يحلف على المعصية يعني: ألا يصلي ولا يصنع الخير.
والوجه الرابع:
[6707] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، ثنا عبد الرزاق ، قال هشيم : أخبرني المغيرة ، عن إبراهيم ، قال: هو الرجل يحلف على شيء ثم ينسى.
والوجه الخامس:
[6708] أخبرنا أبي قال: بلغني عن يحيى، عن ابن عجلان، وعمرو بن الحارث، عن زيد بن أسلم ، لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم قال: هو قول الرجل أعمى الله بصري إن لم أفعل كذا وكذا، أخرجني الله من مالي إن لم آتك هذا، فهو هذا.
والوجه السادس:
[6709] أخبرني أبي، ثنا أبو الجماهر ، ثنا سعيد بن بشير ، حدثني أبو مبشر، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: لغو اليمين أن تحرم ما أحل الله لك، فذلك ما ليس عليك فيه كفارة وروي عن سعيد بن جبير نحوه.
[ ص: 1191 ] والوجه السابع:
[6710] حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني، ثنا مسدد ، ثنا خالد بن عبد الله الواسطي، ثنا عطاء بن السائب ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال: لغو اليمين أن تحلف، وأنت غضبان.
قوله تعالى: ولكن يؤاخذكم
[6711] حدثنا علي بن الحسن ، حدثنا مسدد ، ثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، في قوله: لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم قلت: هو قول الرجل: لا والله وبلى والله؟ قال: لا، ولكنه تحريمك ما أحل الله لك، فذلك الذي لا يؤاخذك الله بتركه، وكفر عن يمينك.
قوله تعالى: بما عقدتم الأيمان
[6712] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا وكيع، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد، ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان قال: ما تعمدتم وروي عن عطاء نحو ذلك.
[6713] وحدثنا العباس بن الوليد ، أخبرني ابن شعيب يعني محمد بن شعيب بن شابور ، أخبرني عثمان بن عطاء ، عن أبيه عطاء بن أبي مسلم ، أنه قال: أما ما عقدتم الأيمان، فيقال: ما عزمتم على وفائه قال أبو محمد : يعني ألا تحنثوا.
قوله تعالى: فكفارته
[6714] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني عبد الله بن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، قوله: فكفارته يعني: اليمين العمد الكذب، إطعام عشرة مساكين.
قوله تعالى: إطعام عشرة مساكين
[6715] حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، ثنا وكيع، عن ابن أبي ليلى ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة ، عن علي، قال: في كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين، لكل مسكين صاع من حنطة وروي عن عمرو ، وعائشة، ومنصور بن عمران ، ومجاهد ، وإبراهيم النخعي ، والشعبي ، وسعيد بن جبير ، والحكم، وأبي مالك ، والضحاك ، ومقاتل بن حيان ، ومكحول ، وأبي قلابة نحو ذلك.
[ ص: 1192 ] الوجه الثاني:
[6716] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن إدريس ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال: فدا من بر يعني: لكل مسكين وريعه إدامه وروي عن ابن عمر ، وزيد بن ثابت ، وسليمان بن يسار ، وأبي سلمة ، وسعيد بن المسيب ، والقاسم ، وسالم ، ومجاهد ، وعطاء ، وعكرمة ، والزهري ، والحسن ، وجابر بن زيد ، ومحمد بن سيرين نحو ذلك.
قوله تعالى: من أوسط
[6717] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني عبد الله بن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، قوله: من أوسط يعني: من أعدل وروي عن ابن عباس ، وعكرمة نحو ذلك.
والوجه الثاني:
أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة، أخبرني ابن شعيب ، أخبرني عثمان بن عطاء ، عن أبيه عطاء ، قوله: من أوسط قال: من أمثل.
قوله تعالى: من أوسط ما تطعمون أهليكم
[6718] حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن حجاج، عن حصين الحارثي، عن الشعبي ، عن الحارث، عن علي، قوله: من أوسط ما تطعمون أهليكم قال: تغديهم وتعشيهم.
والوجه الثاني:
[6719] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو خالد الأحمر ، عن حجاج، عن أبي إسحاق ، عن الحارث، عن علي، قال: تمر، وزيت، ولبن، وخبز، وسمن.
[6720] حدثنا عبد الرحمن بن خلف الحمصي، ثنا محمد بن شعيب بن شابور ، ثنا شيبان بن عبد الرحمن التميمي ، عن ليث بن أبي سليم، عن عاصم الأحول ، عن رجل، يقال له عبد الرحمن ، عن ابن عمر ، أنه قال: من أوسط ما تطعمون أهليكم قال: الخبز واللحم، والخبز والسمن، والخبز واللبن والزيت، والخبز والخل.
[ ص: 1193 ] [6721] حدثنا علي بن حرب الموصلي ، ثنا أبو معاوية ، عن عاصم ، عن ابن سيرين ، عن ابن عمر ، في قوله: من أوسط ما تطعمون أهليكم قال: الخبز والسمن، والخبز والزيت والتمر، ومن أفضل ما تطعمهم الخبز واللحم وروي عن مكحول نحو ذلك.
[6722] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، ثنا سفيان بن عيينة ، عن سليمان بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، قال ابن عباس : كان الرجل يقوت بعض أهله دون بعضهم قوتا فيه سعة، فقال الله تعالى: من أوسط ما تطعمون أهليكم الخبز والزيت.
الوجه الثالث:
[6723] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا حفص بن غياث ، عن سليمان بن المغيرة ، قال: سألت سعيد بن جبير من أوسط ما تطعمون أهليكم قال: كان أهل المدينة يقولون: الصغير على قدره، والكبير على قدره، ويأمرون بالوسط.
والوجه الرابع:
[6724] حدثنا أبو سعيد الأشج ، عن وكيع، عن إسرائيل، عن جابر، عن عامر ، عن ابن عباس ، من أوسط ما تطعمون أهليكم قال: من عسرهم ويسرهم.
قوله تعالى: أو كسوتهم
[6725] حدثنا أبو سعيد الأشج ، وعمار بن خالد الواسطي، قال: ثنا القاسم بن مالك، عن محمد بن الزبير، عن أبيه، قال: سألت عمران بن حصين عن قوله: أو كسوتهم قال: لو أن وفدا قدموا على أميركم فكساهم قلنسوة قلنسوة قلتم قد كسوا.
والوجه الثاني:
[6726] حدثنا أبي ، ثنا الحسن بن الربيع ، ومروان بن جعفر بن سعد بن سمرة، قال: ثنا عمر ، عن برد، عن نافع ، عن ابن عمر ، في الكسوة ثوب أو إزار.
[6727] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : أو كسوتهم والكسوة عباءة لكل مسكين أو شملة وروي عن سعيد بن المسيب ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم ، وجابر بن زيد ، وطاوس، والحسن في إحدى [ ص: 1194 ] الروايات وعطاء ، وعكرمة ، ومجاهد ، والسدي ، ومكحول ، وأبي جعفر ، ومقاتل بن حيان ، والحكم، وعبدة بن أبي لبابة قالوا: ثوب.
والوجه الثالث:
[6728] حدثنا الأحمسي ، ثنا وكيع، عن يزيد بن إبراهيم ، عن ابن سيرين ، أن أبا موسى، كتب ثوبين من معقد البحرين وروي عن سعيد بن المسيب ، في أحد قوليه، والحسن في أحد قوليه نحو ذلك. قالا: ثوبين.
قوله تعالى: أو تحرير رقبة
[6729] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، قوله: أو تحرير رقبة يعني: ما كان صغيرا أو كبيرا من أهل الكتاب فهو جائز.
قوله تعالى: "أو .... أو ...."
[6730] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا حفص بن غياث ، عن ليث ، عن مجاهد، عن ابن عباس ، قال: ما كان في القرآن أو أو فهو فيه بالخيار.
[6731] حدثنا أسيد بن عاصم ، ثنا الحسين بن حفص ، ثنا سفيان ، عن ليث ، عن مجاهد، عن ابن عباس ، قال: كل شيء في القرآن أو أو فهو مخير، فإن كان فمن لم يجد فهو الأول.
وروي عن عكرمة ، ومجاهد ، وعطاء ، والحسن ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، ومقاتل بن حيان نحو ذلك.
قوله تعالى: فمن لم يجد
[6732] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله ، حدثني عبد الله بن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، قوله: فمن لم يجد يعني: من لم يجد شيئا من هذه الثلاثة.
قوله تعالى: فصيام ثلاثة أيام
[6733] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا حفص بن غياث ، عن حجاج، عن [ ص: 1195 ] أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، أنه كان يقرأ كل شيء في القرآن متتابعات.
[6734] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا وكيع، عن سفيان ، عن يعلى بن عطاء ، عمن سمع أبا هريرة ، يقول: إنما الصوم على من لم يجد.
[6735] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله ، حدثني عبد الله بن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، قوله فصيام ثلاثة أيام يعني فليصم ثلاثة أيام في قراءة ابن مسعود متتابعات وروي عن أبي بن كعب ، والنخعي نحو ذلك.
والوجه الثاني:
[6736] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن عيسى بن الطباع ، ثنا هشيم ، عن حجاج، قال: سألت عطاء بن أبي رباح عن تفريق قضاء الثلاثة أيام في كفارة اليمين، فلم ير به بأسا.
قوله تعالى: ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم
[6737] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء ، عن سعيد ، قوله: ذلك يعني: الذي ذكر من الكفارة. وبه عن سعيد ، قوله: ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم يعني: اليمين العمد إذا حلفتم.
قوله تعالى: واحفظوا أيمانكم
[6738] وبه عن سعيد بن جبير ، قوله: واحفظوا أيمانكم يعني: لا تتعمدوا الأيمان الكاذبة.
قوله تعالى: كذلك
[6739] وبه عن سعيد ، قوله: كذلك يعني: هكذا يبين الله لكم.
قوله تعالى: يبين الله لكم الآية
[6740] وبه عن سعيد ، قوله: يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون يعني ما ذكر من الكفارة لعلكم تشكرون. وبه عن سعيد ، قوله: لعلكم يعني: لكي.
[ ص: 1196 ] قوله تعالى: تشكرون
[6741] حدثنا محمد بن العباس، مولى بني هاشم ، ثنا محمد بن عمرو ، ثنا سلمة ، قال: قال محمد بن إسحاق : لعلكم تشكرون أي: فاتقون فإنه شكر نعمتي.


