فصل ; فإن الله سبحانه وتعالى له الخلق والأمر كما قال تعالى : { وكثير من الناس تشتبه عليهم الحقائق الأمرية الدينية الإيمانية بالحقائق الخلقية القدرية الكونية إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } فهو سبحانه خالق كل شيء وربه ومليكه لا خالق غيره ولا رب سواه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فكل ما في الوجود من حركة وسكون فبقضائه وقدره ومشيئته وقدرته وخلقه أمر بالتوحيد والإخلاص ونهى عن الإشراك بالله فأعظم الحسنات [ ص: 252 ] التوحيد وأعظم السيئات الشرك . وهو سبحانه أمر بطاعته وطاعة رسله ونهى عن معصيته ومعصية رسله
قال الله تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وقال تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله } .
وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " {
فأنزل الله تصديق ذلك { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما } { يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا } { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما } } . قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت : ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قلت : ثم أي ؟ قال : أن تزني بحليلة جارك .
وأمر سبحانه بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وأخبر أنه يحب المتقين ويحب المحسنين ويحب المقسطين ; ويحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص وهو يكره ما نهى عنه كما قال في سورة سبحان { كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها } وقد نهى عن الشرك وعقوق الوالدين ; وأمر بإيتاء ذي القربى الحقوق [ ص: 253 ] ونهى عن التبذير ; وعن التقتير ; وأن يجعل يده مغلولة إلى عنقه ; وأن يبسطها كل البسط ونهى عن قتل النفس بغير الحق وعن الزنا وعن قربان مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن إلى أن قال { كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها } وهو سبحانه لا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر .