وكذلك
nindex.php?page=treesubj&link=21016_21017ما ادعوا أنه مجاز في القرآن كلفظ " المكر " و " الاستهزاء " و " السخرية " المضاف إلى الله وزعموا أنه مسمى باسم ما يقابله على طريق المجاز وليس كذلك بل مسميات هذه الأسماء إذا فعلت بمن لا يستحق العقوبة كانت ظلما له وأما إذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه عقوبة له بمثل فعله كانت عدلا كما قال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1684&ayano=12كذلك كدنا ليوسف } . فكاد له كما كادت إخوته لما قال له أبوه : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1613&ayano=12لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا } . وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=6032&ayano=86إنهم يكيدون كيدا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=6033&ayano=86وأكيد كيدا } . وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3236&ayano=27ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3237&ayano=27فانظر كيف كان عاقبة مكرهم } . وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1323&ayano=9الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم } . ولهذا كان الاستهزاء بهم فعلا يستحق هذا الاسم كما
[ ص: 112 ] روي عن
ابن عباس ; أنه يفتح لهم باب من الجنة وهم في النار فيسرعون إليه فيغلق ثم يفتح لهم باب آخر فيسرعون إليه فيغلق فيضحك منهم المؤمنون . قال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5965&ayano=83فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5966&ayano=83على الأرائك ينظرون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5967&ayano=83هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون } . وعن
الحسن البصري : إذا كان يوم القيامة ; خمدت النار لهم كما تخمد الإهالة من القدر فيمشون فيخسف بهم . وعن
مقاتل : إذا ضرب بينهم وبين المؤمنين بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب فيبقون في الظلمة فيقال لهم : ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا . وقال بعضهم : استهزاؤه : استدراجه لهم . وقيل : إيقاع استهزائهم ورد خداعهم ومكرهم عليهم . وقيل : إنه يظهر لهم في الدنيا خلاف ما أبطن في الآخرة . وقيل هو تجهيلهم وتخطئتهم فيما فعلوه ; وهذا كله حق وهو استهزاء بهم حقيقة .
وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=21016_21017مَا ادَّعَوْا أَنَّهُ مَجَازٌ فِي الْقُرْآنِ كَلَفْظِ " الْمَكْرِ " وَ " الِاسْتِهْزَاءِ " وَ " السُّخْرِيَةِ " الْمُضَافِ إلَى اللَّهِ وَزَعَمُوا أَنَّهُ مُسَمًّى بِاسْمِ مَا يُقَابِلُهُ عَلَى طَرِيقِ الْمَجَازِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ مُسَمَّيَاتُ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ إذَا فُعِلَتْ بِمَنْ لَا يَسْتَحِقُّ الْعُقُوبَةَ كَانَتْ ظُلْمًا لَهُ وَأَمَّا إذَا فُعِلَتْ بِمَنْ فَعَلَهَا بِالْمَجْنِيِّ عَلَيْهِ عُقُوبَةً لَهُ بِمِثْلِ فِعْلِهِ كَانَتْ عَدْلًا كَمَا قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1684&ayano=12كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ } . فَكَادَ لَهُ كَمَا كَادَتْ إخْوَتُهُ لَمَّا قَالَ لَهُ أَبُوهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1613&ayano=12لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا } . وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=6032&ayano=86إنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=6033&ayano=86وَأَكِيدُ كَيْدًا } . وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3236&ayano=27وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3237&ayano=27فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ } . وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1323&ayano=9الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ } . وَلِهَذَا كَانَ الِاسْتِهْزَاءُ بِهِمْ فِعْلًا يَسْتَحِقُّ هَذَا الِاسْمَ كَمَا
[ ص: 112 ] رُوِيَ عَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ ; أَنَّهُ يُفْتَحُ لَهُمْ بَابٌ مِنْ الْجَنَّةِ وَهُمْ فِي النَّارِ فَيُسْرِعُونَ إلَيْهِ فَيُغْلَقُ ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُمْ بَابٌ آخَرُ فَيُسْرِعُونَ إلَيْهِ فَيُغْلَقُ فَيَضْحَكُ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ . قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5965&ayano=83فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5966&ayano=83عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5967&ayano=83هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } . وَعَنْ
الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ : إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ; خَمَدَتْ النَّارُ لَهُمْ كَمَا تَخْمُدُ الْإِهَالَةُ مِنْ الْقِدْرِ فَيَمْشُونَ فَيُخْسَفُ بِهِمْ . وَعَنْ
مُقَاتِلٍ : إذَا ضُرِبَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ بِسُورِ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ فَيَبْقَوْنَ فِي الظُّلْمَةِ فَيُقَالُ لَهُمْ : ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : اسْتِهْزَاؤُهُ : اسْتِدْرَاجُهُ لَهُمْ . وَقِيلَ : إيقَاعُ اسْتِهْزَائِهِمْ وَرَدُّ خِدَاعِهِمْ وَمَكْرِهِمْ عَلَيْهِمْ . وَقِيلَ : إنَّهُ يُظْهِرُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِلَافَ مَا أَبْطَنَ فِي الْآخِرَةِ . وَقِيلَ هُوَ تَجْهِيلُهُمْ وَتَخْطِئَتُهُمْ فِيمَا فَعَلُوهُ ; وَهَذَا كُلُّهُ حَقٌّ وَهُوَ اسْتِهْزَاءٌ بِهِمْ حَقِيقَةً .