[ ص: 448 ] سئل شيخ الإسلام بقية
السلف الكرام العلامة الرباني والحجة النوراني أوحد عصره وفريد دهره حلية الطالبين ونخبة الراسخين
تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني - رضي الله عنه وأثابه الجنة بمنه وكرمه فقيل : -
يا أيها الحبر الذي علمه وفضله في الناس مذكور كيف اختيار العبد أفعاله
والعبد في الأفعال مجبور لأنهم قد صرحوا : أنه
على الإرادات لمقسور ولم يكن فاعل أفعاله
حقيقة والحكم مشهور ومن هنا لم يكن للفعل في
ما يلحق الفاعل تأثير ( وما تشاءون دليل له
في صحة المحكي تقرير و ( كل شيء ثم لو سلمت لم
يك للخالق تقدير أو كان فاللازم من كونه
حدوثه والقول مهجور ولا يقال : علم الله ما يختار
فالمختار مسطور [ ص: 449 ] والجبر - إن صح - يكن مكرها
وعندك المكره معذور نعم ذلك الجبر كنت امرأ
له إلى نحوك تشمير أسقمني الشوق ولكنني
تقعدني عنك المقادير
[ ص: 448 ] سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ بَقِيَّةُ
السَّلَفِ الْكِرَامِ الْعَلَّامَةُ الرَّبَّانِيُّ وَالْحُجَّةُ النُّورَانِيُّ أَوْحَدُ عَصْرِهِ وَفَرِيدُ دَهْرِهِ حِلْيَةُ الطَّالِبِينَ وَنُخْبَةُ الرَّاسِخِينَ
تَقِيُّ الدِّينِ أَحْمَد بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ ابْنُ تيمية الحراني - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَثَابَهُ الْجَنَّةَ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ فَقِيلَ : -
يَا أَيُّهَا الْحَبْرُ الَّذِي عِلْمُهُ وَفَضْلُهُ فِي النَّاسِ مَذْكُورُ كَيْفَ اخْتِيَارُ الْعَبْدِ أَفْعَالَهُ
وَالْعَبْدُ فِي الْأَفْعَالِ مَجْبُورُ لِأَنَّهُمْ قَدْ صَرَّحُوا : أَنَّهُ
عَلَى الْإِرَادَاتِ لَمَقْسُورُ وَلَمْ يَكُنْ فَاعِلَ أَفْعَالِهِ
حَقِيقَةً وَالْحُكْمُ مَشْهُورُ وَمِنْ هُنَا لَمْ يَكُنْ لِلْفِعْلِ فِي
مَا يَلْحَقُ الْفَاعِلَ تَأْثِيرُ ( وَمَا تَشَاءُونَ دَلِيلٌ لَهُ
فِي صِحَّةِ الْمَحْكِيِّ تَقْرِيرُ وَ ( كُلُّ شَيْءٍ ثُمَّ لَوْ سَلَّمْت لَمْ
يَكُ لِلْخَالِقِ تَقْدِيرُ أَوْ كَانَ فَاللَّازِمُ مِنْ كَوْنِهِ
حُدُوثَهُ وَالْقَوْلُ مَهْجُورُ وَلَا يُقَالُ : عِلْمُ اللَّهِ مَا يُخْتَارُ
فَالْمُخْتَارُ مَسْطُورُ [ ص: 449 ] وَالْجَبْرُ - إنْ صَحَّ - يَكُنْ مُكْرَهًا
وَعِنْدَكَ الْمُكْرَهُ مَعْذُورُ نِعْمَ ذَلِكَ الْجَبْرُ كُنْتَ امْرَأً
لَهُ إلَى نَحْوِكَ تَشْمِيرُ أَسْقَمَنِي الشَّوْقُ وَلَكِنَّنِي
تُقْعِدُنِي عَنْكَ الْمَقَادِيرُ