فإذا لم يكن الصحابة
nindex.php?page=showalam&ids=2كعمر بن الخطاب وغيره في حياته صلى الله عليه وسلم وبعد موته يقسمون بذاته ; بل إنما كانوا يتوسلون بطاعته أو بشفاعته فكيف يقال في
nindex.php?page=treesubj&link=29431دعاء المخلوقين الغائبين والموتى وسؤالهم من الأنبياء والملائكة وغيرهم ; وقد قال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2102&ayano=17قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2103&ayano=17أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا } .
قالت طائفة من
السلف : كان أقوام يدعون الملائكة والأنبياء
كالمسيح وعزير وغيرهما فنهى الله عن ذلك وأخبر تعالى أن هؤلاء يرجون رحمة الله ويخافون عذابه ويتقربون إليه وإنهم لا يملكون كشف الضر عن الداعين ولا تحويله عنهم . وقد قال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=375&ayano=3ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=376&ayano=3ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون }
.
[ ص: 303 ] ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ قبره مسجدا وأن يتخذ عيدا وقال في مرض موته {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595213 : لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد } يحذر ما صنعوا أخرجاه في الصحيحين . وقال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595214اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد } رواه
مالك في موطئه وقال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30388لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله } متفق عليه .
وقال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30523لا تقولوا : ما شاء الله وشاء محمد . بل ما شاء الله ثم شاء محمد } . {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30523وقال له بعض الأعراب : ما شاء الله وشئت فقال : أجعلتني لله ندا ؟ بل ما شاء الله وحده } . وقد قال الله تعالى له : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1149&ayano=7قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1149&ayano=7قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3336&ayano=28إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء } .
وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=424&ayano=3ليس لك من الأمر شيء } . وهذا تحقيق التوحيد مع أنه صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق على الله وأعلاهم منزلة عند الله . وقد روى
الطبراني في معجمه الكبير {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595215أن منافقا كان يؤذي المؤمنين فقال أبو بكر : قوموا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله } . وفي صحيح
مسلم في آخره أنه قال قبل أن يموت بخمس {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595216إن من كان [ ص: 304 ] قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك } . وفي صحيح
مسلم أيضا وغيره أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30040لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها } . وفي الصحيحين من حديث
أبي سعيد nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة - وله طرق متعددة عن غيرهما - أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=25763لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى } . وسئل
مالك عن
nindex.php?page=treesubj&link=28687رجل نذر أن يأتي قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال
مالك : إن كان أراد القبر فلا يأته وإن أراد المسجد فليأته . ثم ذكر الحديث {
nindex.php?page=hadith&LINKID=25763لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد } ذكره
القاضي إسماعيل في مبسوطه . ولو
nindex.php?page=treesubj&link=16377حلف حالف بحق المخلوقين لم تنعقد يمينه ولا فرق في ذلك بين الأنبياء والملائكة وغيرهم .
ولله تبارك وتعالى حق لا يشركه فيه أحد لا الأنبياء ولا غيرهم وللأنبياء حق وللمؤمنين حق ولبعضهم على بعض حق . فحقه تبارك وتعالى أن يعبدوه لا يشركوا به كما تقدم في حديث
معاذ ومن عبادته تعالى أن يخلصوا له الدين ويتوكلوا عليه ويرغبوا إليه ولا يجعلوا لله ندا : لا في محبته ولا خشيته ولا دعائه ولا الاستعانة به كما في الصحيحين أنه قال صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=44404من مات وهو يدعو ندا من دون الله دخل النار } {
nindex.php?page=hadith&LINKID=61410وسئل : أي الذنب أعظم ؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك } . {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30523وقيل له : ما شاء الله وشئت . فقال : أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده } .
[ ص: 305 ] وقد قال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=545&ayano=4إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=2فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=1968&ayano=16وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3425&ayano=29فإياي فاعبدون } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=6191&ayano=94فإذا فرغت فانصب } {
nindex.php?page=tafseer&surano=6192&ayano=94وإلى ربك فارغب } وقال تعالى في فاتحة الكتاب التي هي أم القرآن {
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1إياك نعبد وإياك نستعين } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=174&ayano=2ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=718&ayano=5فلا تخشوا الناس واخشون } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3605&ayano=33الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله } . ولهذا لما كان المشركون يخوفون
إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه قال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=875&ayano=6وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هداني ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=876&ayano=6وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=877&ayano=6الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون } .
وفي الصحيحين {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595217عن ابن مسعود قال : لما نزلت هذه الآية { nindex.php?page=tafseer&surano=877&ayano=6الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا : أينا لم يظلم نفسه ؟ فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم إنما ذاك الشرك كما قال العبد الصالح : { nindex.php?page=tafseer&surano=3513&ayano=31يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } } . وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2867&ayano=24ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون } .
[ ص: 306 ] فجعل الطاعة لله والرسول فإنه من يطع الرسول فقد أطاع الله . وجعل الخشية والتقوى لله وحده فلا يخشى إلا الله ولا يتقي إلا الله . وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=718&ayano=5فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا } . وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=471&ayano=3فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } . وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=1303&ayano=9ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون } . فجعل سبحانه الإيتاء لله والرسول في أول الكلام وآخره كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5192&ayano=59وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } مع جعله الفضل لله وحده والرغبة إلى الله وحده . وهو تعالى وحده حسبهم لا شريك له في ذلك .
فَإِذَا لَمْ يَكُنْ الصَّحَابَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=2كَعُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ وَغَيْرِهِ فِي حَيَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعْدَ مَوْتِهِ يُقْسِمُونَ بِذَاتِهِ ; بَلْ إنَّمَا كَانُوا يَتَوَسَّلُونَ بِطَاعَتِهِ أَوْ بِشَفَاعَتِهِ فَكَيْفَ يُقَالُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=29431دُعَاءِ الْمَخْلُوقِينَ الْغَائِبِينَ وَالْمَوْتَى وَسُؤَالِهِمْ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَلَائِكَةِ وَغَيْرِهِمْ ; وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2102&ayano=17قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2103&ayano=17أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا } .
قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ
السَّلَفِ : كَانَ أَقْوَامٌ يَدْعُونَ الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاءَ
كَالْمَسِيحِ وَعُزَيْرٍ وَغَيْرِهِمَا فَنَهَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ وَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ هَؤُلَاءِ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ وَيَتَقَرَّبُونَ إلَيْهِ وَإِنَّهُمْ لَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْ الدَّاعِينَ وَلَا تَحْوِيلَهُ عَنْهُمْ . وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=375&ayano=3مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=376&ayano=3وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
.
[ ص: 303 ] وَلِهَذَا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَّخَذَ قَبْرُهُ مَسْجِدًا وَأَنْ يُتَّخَذَ عِيدًا وَقَالَ فِي مَرَضِ مَوْتِهِ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595213 : لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ } يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ . وَقَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595214اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ } رَوَاهُ
مَالِكٌ فِي مُوَطَّئِهِ وَقَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30388لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ إنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُولُوا : عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ } مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَقَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30523لَا تَقُولُوا : مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ . بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ مُحَمَّدٌ } . {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30523وَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْأَعْرَابِ : مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْت فَقَالَ : أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا ؟ بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ } . وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1149&ayano=7قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1149&ayano=7قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3336&ayano=28إنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } .
وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=424&ayano=3لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ } . وَهَذَا تَحْقِيقُ التَّوْحِيدِ مَعَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ وَأَعْلَاهُمْ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ . وَقَدْ رَوَى
الطبراني فِي مُعْجَمِهِ الْكَبِيرِ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595215أَنَّ مُنَافِقًا كَانَ يُؤْذِي الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : قُومُوا نَسْتَغِيثُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الْمُنَافِقِ . فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّهُ لَا يُسْتَغَاثُ بِي وَإِنَّمَا يُسْتَغَاثُ بِاَللَّهِ } . وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ فِي آخِرِهِ أَنَّهُ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسِ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595216إنَّ مَنْ كَانَ [ ص: 304 ] قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ } . وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ أَيْضًا وَغَيْرِهِ أَنَّهُ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30040لَا تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ وَلَا تُصَلُّوا إلَيْهَا } . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي سَعِيدٍ nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبِي هُرَيْرَةَ - وَلَهُ طُرُقٌ مُتَعَدِّدَةٌ عَنْ غَيْرِهِمَا - أَنَّهُ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=25763لَا تُشَدُّ الرَّحَّالُ إلَّا إلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ : مَسْجِدِي هَذَا وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى } . وَسُئِلَ
مَالِكٌ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28687رَجُلٍ نَذَرَ أَنْ يَأْتِيَ قَبْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ
مَالِكٌ : إنْ كَانَ أَرَادَ الْقَبْرَ فَلَا يَأْتِهِ وَإِنْ أَرَادَ الْمَسْجِدَ فَلْيَأْتِهِ . ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=25763لَا تُشَدُّ الرَّحَّالُ إلَّا إلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ } ذَكَرَهُ
الْقَاضِي إسْمَاعِيلُ فِي مَبْسُوطِهِ . وَلَوْ
nindex.php?page=treesubj&link=16377حَلَفَ حَالِفٌ بِحَقِّ الْمَخْلُوقِينَ لَمْ تَنْعَقِدْ يَمِينُهُ وَلَا فَرَّقَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَلَائِكَةِ وَغَيْرِهِمْ .
وَلِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَقٌّ لَا يَشْرَكُهُ فِيهِ أَحَدٌ لَا الْأَنْبِيَاءُ وَلَا غَيْرُهُمْ وَلِلْأَنْبِيَاءِ حَقٌّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ حَقٌّ وَلِبَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ حَقٌّ . فَحَقُّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَعْبُدُوهُ لَا يُشْرِكُوا بِهِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ
مُعَاذٍ وَمِنْ عِبَادَتِهِ تَعَالَى أَنْ يُخْلِصُوا لَهُ الدِّينَ وَيَتَوَكَّلُوا عَلَيْهِ وَيَرْغَبُوا إلَيْهِ وَلَا يَجْعَلُوا لِلَّهِ نِدًّا : لَا فِي مَحَبَّتِهِ وَلَا خَشْيَتِهِ وَلَا دُعَائِهِ وَلَا الِاسْتِعَانَةِ بِهِ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=44404مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَدْعُو نِدًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ دَخَلَ النَّارَ } {
nindex.php?page=hadith&LINKID=61410وَسُئِلَ : أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ ؟ قَالَ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَك } . {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30523وَقِيلَ لَهُ : مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْت . فَقَالَ : أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ } .
[ ص: 305 ] وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=545&ayano=4إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=2فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=1968&ayano=16وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إنَّمَا هُوَ إلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3425&ayano=29فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=6191&ayano=94فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=6192&ayano=94وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ } وَقَالَ تَعَالَى فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ الَّتِي هِيَ أُمُّ الْقُرْآنِ {
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=174&ayano=2وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=718&ayano=5فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3605&ayano=33الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إلَّا اللَّهَ } . وَلِهَذَا لَمَّا كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُخَوِّفُونَ
إبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=875&ayano=6وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=876&ayano=6وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=877&ayano=6الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595217عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ { nindex.php?page=tafseer&surano=877&ayano=6الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا : أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ؟ فَقَالَ لَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّمَا ذَاكَ الشِّرْكُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ : { nindex.php?page=tafseer&surano=3513&ayano=31يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } } . وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2867&ayano=24وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } .
[ ص: 306 ] فَجَعَلَ الطَّاعَةَ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَإِنَّهُ مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ . وَجَعَلَ الْخَشْيَةَ وَالتَّقْوَى لِلَّهِ وَحْدَهُ فَلَا يَخْشَى إلَّا اللَّهَ وَلَا يَتَّقِي إلَّا اللَّهَ . وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=718&ayano=5فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا } . وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=471&ayano=3فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } . وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=1303&ayano=9وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إنَّا إلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ } . فَجَعَلَ سُبْحَانَهُ الْإِيتَاءَ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فِي أَوَّلِ الْكَلَامِ وَآخِرِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5192&ayano=59وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } مَعَ جَعْلِهِ الْفَضْلَ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَالرَّغْبَةَ إلَى اللَّهِ وَحْدَهُ . وَهُوَ تَعَالَى وَحْدَهُ حَسْبُهُمْ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي ذَلِكَ .