وقد ذهب الفلاسفة أهل المنطق إلى جهالات وهذا شيء لم يقل مثله أحد من قولهم : إن الملائكة هي العقول العشرة وإنها قديمة أزلية وإن العقل رب ما سواه اليهود والنصارى ومشركي العرب ولم يقل أحد إن ملكا من الملائكة رب العالم كله ويقولون : إن وهذا أيضا كفر لم يصل إليه أحد من كفار العقل الفعال مبدع كل ما تحت فلك القمر أهل الكتاب ومشركي العرب ويقولون : إن ; بل العالم فيض فاض عنه بغير مشيئته وقدرته وعلمه [ ص: 105 ] وأنه [ إذا ] توجه المستشفع إلى من يعظمه من الجواهر العالية كالعقول والنفوس والكواكب والشمس والقمر فإنه يتصل بذلك المعظم المستشفع به فإذا فاض على ذلك ما يفيض من جهة الرب فاض على هذا من جهة شفيعه ويمثلونه بالشمس إذا طلعت على مرآة فانعكس الشعاع الذي على المرآة على موضع آخر فأشرق بذلك الشعاع فذلك الشعاع حصل له من مقابلة المرآة وحصل للمرآة بمقابلة الشمس . الرب لا يفعل بمشيئته وقدرته وليس عالما بالجزئيات ولا يقدر أن يغير العالم