وكذلك فإنه يكون على وجهين : - ( أحدهما أن يطلب منه الدعاء والشفاعة فيدعو ويشفع كما كان يطلب منه في حياته وكما يطلب منه يوم القيامة حين يأتون التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته آدم ونوحا ثم الخليل ثم [ ص: 310 ] موسى الكليم ثم عيسى ثم يأتون محمدا صلوات الله وسلامه عليه وعليهم فيطلبون منه الشفاعة . ( والوجه الثاني أن يكون التوسل مع ذلك بأن يسأل الله تعالى بشفاعته ودعائه كما في حديث الأعمى المتقدم بيانه وذكره فإنه طلب منه الدعاء والشفاعة فدعا له الرسول وشفع فيه وأمره أن يدعو الله فيقول { } فأمره أن يسأل الله تعالى قبول شفاعته ; بخلاف من يتوسل بدعاء الرسول وشفاعة الرسول - والرسول لم يدع له ولم يشفع فيه - فهذا توسل بما لم يوجد وإنما يتوسل بدعائه وشفاعته من دعا له وشفع فيه . ومن هذا الباب قول أمير المؤمنين اللهم إني أسألك وأتوجه إليك به اللهم فشفعه في وقت الاستسقاء كما تقدم فإن عمر بن الخطاب عمر والمسلمين توسلوا بدعاء العباس وسألوا الله تعالى مع دعاء العباس فإنهم استشفعوا جميعا ولم يكن العباس وحده هو الذي دعا لهم فصار التوسل بطاعته والتوسل بشفاعته كل منهما يكون مع دعاء المتوسل وسؤاله ولا يكون بدون ذلك . فهذه أربعة أنواع كلها مشروعة لا ينازع في واحد منها أحد من أهل العلم والإيمان .