قوله تعالى: والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم
ثم قال - رحمه الله -: ويزيد وينقص . قال الله عز وجل: البخاري ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم وزدناهم هدى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ويزداد الذين آمنوا إيمانا وقوله عز وجل: أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وقوله: فاخشوهم فزادهم إيمانا وقوله: وما زادهم إلا إيمانا وتسليما
قول جمهور العلماء . زيادة الإيمان ونقصانه;
وقد روي هذا الكلام عن طائفة من الصحابة، كأبي الدرداء، . وأبي هريرة ، وغيرهم من الصحابة . [ ص: 273 ] وروي معناه عن وابن عباس علي - أيضا . وابن مسعود
وعن وغيره من التابعين . مجاهد
وتوقف بعضهم في نقصه، فقال: يزيد، ولا يقال: ينقص . وروي ذلك عن ، والمشهور عنه كقول الجماعة . مالك
وعن ، قال: الإيمان يتفاضل . وهو معنى الزيادة والنقص . ابن المبارك
وقد تلا الآيات التي فيها ذكر زيادة الإيمان . وقد استدل بها على زيادة الإيمان أئمة السلف قديما، منهم: البخاري فمن بعده . وتلا عطاء بن أبي رباح - أيضا - الآيات التي ذكر فيها زيادة الهدى; فإن المراد بالهدى هنا فعل الطاعات، كما قال تعالى بعد وصف المتقين بالإيمان بالغيب . وإقام الصلاة، والإنفاق مما رزقهم، وبالإيمان بما أنزل إلى البخاري محمد وإلى من قبله، وباليقين بالآخرة، ثم قال: أولئك على هدى من ربهم فسمى ذلك كله هدى، فمن زادت طاعاته فقد زاد هداه . ولما كان الإيمان يدخل فيه المعرفة بالقلب، والقول والعمل كله، كانت زيادته بزيادة الأعمال، ونقصانه بنقصانها . وقد صرح بذلك كثير من السلف، فقالوا: يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية .