قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=18إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم nindex.php?page=treesubj&link=29028قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=18إن المصدقين والمصدقات قرأ
ابن كثير وأبو بكر عن
عاصم بتخفيف الصاد فيهما من التصديق ، أي : المصدقين بما أنزل الله تعالى . الباقون بالتشديد أي : المتصدقين والمتصدقات فأدغمت التاء في الصاد ، وكذلك في مصحف
أبي . وهو حث على الصدقات ، ولهذا قال
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=18وأقرضوا الله قرضا حسنا بالصدقة والنفقة في سبيل الله . قال
الحسن : كل ما في القرآن من القرض الحسن فهو التطوع . وقيل : هو العمل الصالح من الصدقة وغيرها محتسبا صادقا . وإنما عطف بالفعل على الاسم ، لأن ذلك الاسم في تقدير الفعل ، أي : إن الذين تصدقوا وأقرضوا
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=18يضاعف لهم أمثالها . وقراءة العامة بفتح العين على ما لم يسم فاعله . وقرأ
الأعمش " يضاعفه " بكسر العين وزيادة هاء . وقرأ
ابن كثير وابن عامر ويعقوب " يضعف " بفتح العين وتشديدها .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=18ولهم أجر كريم يعني الجنة .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=19والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم اختلف في الشهداء هل هو مقطوع مما قبل أو متصل به . فقال
مجاهد وزيد بن أسلم : إن الشهداء والصديقين هم المؤمنون وأنه متصل ، وروي معناه عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يوقف على هذا على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=19الصديقون وهذا قول
ابن مسعود في تأويل الآية . قال
القشيري قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فالصديقون هم الذين يتلون الأنبياء ، والشهداء هم الذين يتلون الصديقين ، والصالحون يتلون الشهداء ، فيجوز أن تكون هذه الآية في جملة من صدق بالرسل ، أعني
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=19والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء . ويكون المعني بالشهداء من شهد لله بالوحدانية ، فيكون صديق فوق صديق في الدرجات ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=866408إن أهل الجنات العلا ليراهم من دونهم كما يرى أحدكم الكوكب الذي [ ص: 229 ] في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما وروي عن
ابن عباس ومسروق أن الشهداء غير الصديقين . فالشهداء على هذا منفصل مما قبله والوقف على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=19الصديقون حسن . والمعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=19والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم أي : لهم أجر أنفسهم ونور أنفسهم . وفيهم قولان ؛ أحدهما : أنهم الرسل يشهدون على أممهم بالتصديق والتكذيب ؛ قاله
الكلبي ، ودليله قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41وجئنا بك على هؤلاء شهيدا . الثاني : أنهم أمم الرسل يشهدون يوم القيامة ، وفيما يشهدون به قولان ؛ أحدهما : أنهم يشهدون على أنفسهم بما عملوا من طاعة ومعصية . وهذا معنى قول
مجاهد ، الثاني : يشهدون لأنبيائهم بتبليغهم الرسالة إلى أممهم ؛ قاله
الكلبي . وقال
مقاتل قولا ثالثا : إنهم القتلى في سبيل الله تعالى . ونحوه عن
ابن عباس أيضا ، قال : أراد شهداء المؤمنين . والواو واو الابتداء . والصديقون على هذا القول مقطوع من الشهداء .
وقد اختلف في تعيينهم ، فقال
الضحاك : هم ثمانية نفر ،
أبو بكر وعلي وزيد وعثمان وطلحة والزبير وسعد وحمزة . وتابعهم
عمر بن الخطاب رضي الله عنهم ، ألحقه الله بهم لما صدق نبيه صلى الله عليه وسلم . وقال
مقاتل بن حيان : الصديقون هم الذين آمنوا بالرسل ولم يكذبوهم طرفة عين ، مثل مؤمن آل
فرعون ، وصاحب آل ياسين ،
وأبي بكر الصديق ،
وأصحاب الأخدود .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=19والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أي : بالرسل والمعجزات
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=19أولئك أصحاب الجحيم فلا أجر لهم ولا نور .