nindex.php?page=treesubj&link=19703_19705_20011_28723_29693_29694_30520_30524_30526_34513_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم .
"الواو" عاطفة واصلة بين هذه الجملة وما قبلها، و
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153السيئات جمع سيئة، وهي ما يسوء الناس، وهو قبيح في ذاته
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153ثم تابوا من بعدها وآمنوا "ثم" هنا
[ ص: 2960 ] للترتيب والتراخي لبعد ما بين السيئة والتوبة; لأن السيئة فعل قبيح لا يرضي الله - سبحانه وتعالى - والتوبة رجوع إلى الله، فالمنزلتان متباعدتان تباعد البعد من الله بالسيئات والقرب منه بالتوبة، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153تابوا من بعدها يوحي إلى أن التوبة لا تكون بعيدة الزمن، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب
(آمنوا) أي أذعنوا للحق، فكأن التوبة لها ثلاث خطوات؛ هي الشعور بالذنب والندم، ثم التوبة، ثم الإذعان لحقائق الإيمان بحيث لا يعودون لمثلها أبدا.
وقد وعدهم الله تعالى بقبول التوبة فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153إن ربك من بعدها لغفور رحيم أي: إن ربك الذي خلقك وكونك من بعد هذه التوبة النصوح
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153لغفور رحيم إن هذا بيان لقبول التوبة ببيان وصف قابلها، وهو أنه غفور للذنوب قابل للتوب، وأنه رحيم بعباده يريد لهم التوبة، ولا يريد لهم العقاب إلا أن يصروا إصرارا.
وفي هذا النص تأكيد بقبول التوبة بالتأكيد بالجملة الاسمية، وبوصف الربوبية، وبوصف الغفران والرحمة، وبـ"إن" وباللام في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153لغفور رحيم .
وإن
nindex.php?page=treesubj&link=19709_29490_19729الله تعالى في القرآن الكريم حيث يذكر العقاب يذكر التوبة وقبولها ؛ حتى لا ييئس المذنب من غفرانه، فينساق في معاصيه وهو يقنط من غفران الله ورحمته، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=19703_19705_20011_28723_29693_29694_30520_30524_30526_34513_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ .
"الْوَاوُ" عَاطِفَةٌ وَاصِلَةٌ بَيْنَ هَذِهِ الْجُمْلَةِ وَمَا قَبْلَهَا، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153السَّيِّئَاتِ جَمْعُ سَيِّئَةٍ، وَهِيَ مَا يَسُوءُ النَّاسَ، وَهُوَ قَبِيحٌ فِي ذَاتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا "ثُمَّ" هُنَا
[ ص: 2960 ] لِلتَّرْتِيبِ وَالتَّرَاخِي لِبُعْدِ مَا بَيْنَ السَّيِّئَةِ وَالتَّوْبَةِ; لِأَنَّ السَّيِّئَةَ فِعْلٌ قَبِيحٌ لَا يُرْضِي اللَّهَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - وَالتَّوْبَةَ رُجُوعٌ إِلَى اللَّهِ، فَالْمَنْزِلَتَانِ مُتَبَاعِدَتَانِ تَبَاعُدَ الْبُعْدِ مِنَ اللَّهِ بِالسَّيِّئَاتِ وَالْقُرْبِ مِنْهُ بِالتَّوْبَةِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا يُوحِي إِلَى أَنَّ التَّوْبَةَ لَا تَكُونُ بَعِيدَةَ الزَّمَنِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ
(آمَنُوا) أَيْ أَذْعَنُوا لِلْحَقِّ، فَكَأَنَّ التَّوْبَةَ لَهَا ثَلَاثُ خُطُوَاتٍ؛ هِيَ الشُّعُورُ بِالذَّنْبِ وَالنَّدَمُ، ثُمَّ التَّوْبَةُ، ثُمَّ الْإِذْعَانُ لِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ بِحَيْثُ لَا يَعُودُونَ لِمِثْلِهَا أَبَدًا.
وَقَدْ وَعَدَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِقَبُولِ التَّوْبَةِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ أَيْ: إِنَّ رَبَّكَ الَّذِي خَلَقَكَ وَكَوَّنَكَ مِنْ بَعْدِ هَذِهِ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153لَغَفُورٌ رَحِيمٌ إِنَّ هَذَا بَيَانٌ لِقَبُولِ التَّوْبَةِ بِبَيَانِ وَصْفِ قَابِلِهَا، وَهُوَ أَنَّهُ غَفُورٌ لِلذُّنُوبِ قَابِلٌ لِلتَّوْبِ، وَأَنَّهُ رَحِيمٌ بِعِبَادِهِ يُرِيدُ لَهُمُ التَّوْبَةَ، وَلَا يُرِيدُ لَهُمُ الْعِقَابَ إِلَّا أَنْ يُصِرُّوا إِصْرَارًا.
وَفِي هَذَا النَّصِّ تَأْكِيدٌ بِقَبُولِ التَّوْبَةِ بِالتَّأْكِيدِ بِالْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ، وَبِوَصْفِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَبِوَصْفِ الْغُفْرَانِ وَالرَّحْمَةِ، وَبِـ"إِنَّ" وَبِاللَّامِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153لَغَفُورٌ رَحِيمٌ .
وَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19709_29490_19729اللَّهَ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ حَيْثُ يَذْكُرُ الْعِقَابَ يَذْكُرُ التَّوْبَةَ وَقَبُولَهَا ؛ حَتَّى لَا يَيْئَسَ الْمُذْنِبُ مِنْ غُفْرَانِهِ، فَيَنْسَاقَ فِي مَعَاصِيهِ وَهُوَ يَقْنَطُ مِنْ غُفْرَانِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ