ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون .
أي: لا يكن حالكم كحال الذين يقولون بأفواههم سمعنا وهم لا يسمعون أي سمعنا ولم نع ما تقول ولم نتدبره، ونتفكر فيه ونعمل على تنفيذ ما طلبه القائل، فهم سمعوا بآذانهم، ولم يسمعوا بقلوبهم.
وإن هذا النص يؤخذ منه بالتضمن أن ثلاثة: السماع أقسام
أولها - سماع تفهم وتدبر وإدراك وتنفيذ على بصر وعلم، وهذا الذي يطلبه الله تعالى والنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي ذكرناه آنفا.
والثاني - سماع من غير تدبر وإدراك وتبصر، وهذا ما ينهاهم الله تعالى عنه، وهو إن لم يكن نفاقا فهو غفلة عن الحق، وليس سماع وعي وإنصات.
[ ص: 3094 ] والثالث - سماع أهل النفاق الذين يقولون: سمعنا وعصينا، أو الذين يحرفون القول عن موضعه.
ومهما يكن فهذان القسمان الآخران سماع كلا سماع. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.