nindex.php?page=treesubj&link=28802أحوال المؤمنين وصفاتهم
قال تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=21368_24660_2646_2649_28328_28633_28723_30538_842_844_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم
* * *
ذكر الله تعالى أن المنافقين والمنافقات بعضهم من بعض أي من جنس بعض، ولم يقل أنهم أولياء; لأن الولاء يقتضي المحبة والنصرة، والمنافق لا يحب أحدا، ولا ولاء له لأحد، بل هو خب لئيم يتربص للناس الدوائر، وإن وافق غيره يكون ممالأة، ولا يكون إخلاصا، ومن لا يخلص للحق لا يخلص لشيء، ومن لا يخلص لله لا يخلص لأحد.
ولكن بالنسبة للمؤمنين والمؤمنات، قال سبحانه وتعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض الأولياء جمع ولي، والولي هو النصير، والمحب، والوالي هو الذي يجعل عزه عزة لمن يواليه، وعبر عنهم بأنهم أولياء; لأنهم جمعتهم الرحمة والمودة والإخلاص لله تعالى وللحق، وجماعتهم وأسرهم تقوم على الفضيلة والإخلاص والتراحم; لأنهم صغت قلوبهم لله تعالى، ولانت
[ ص: 3371 ] أفئدتهم له سبحانه، فهم مرتبطون برباط معنوي لا ينفصم، وما تربطه المادة يقبل التحطيم أو القطع، وما يربطه الولاء والمودة لا تنفصم عراه; لأنه مربوط بالعروة الوثقى لا انفصام لها، فهي رباط المؤمنين الذين يستمسكون به.
وقد وصف الله تعالى المؤمنين بصفات توثق الإيمان وتقويه.
وأول وصف هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وثاني وصف هو ما ذكره الله سبحانه وتعالى بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71ويقيمون الصلاة أي: يؤدونها مقومة مستقيمة بخشوع وخضوع وحضور لجلال الله تعالى في أداء أركانها من قيام وركوع وسجود، لا أن ينقروا نقرا، وهي الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، ويتحقق فيها قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
وثالث الأوصاف هو في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71ويؤتون الزكاة والزكاة هي المعاونة الاجتماعية التي يتعاون فيها الناس، فالغني يعين الفقير، كما يعين القوي الضعيف، وهي الماعون الذي ذكره سبحانه وتعالى في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=107&ayano=4فويل للمصلين nindex.php?page=tafseer&surano=107&ayano=5الذين هم عن صلاتهم ساهون nindex.php?page=tafseer&surano=107&ayano=6الذين هم يراءون nindex.php?page=tafseer&surano=107&ayano=7ويمنعون الماعون فالزكاة هي المعاونة التي فرضها الله على الأغنياء للفقراء، يعتقدها المؤمن مغنما ولا يحسبها مغرما.
والوصف الرابع ذكره سبحانه بقوله تعالت كلماته:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71ويطيعون الله ورسوله أي: طاعة غير متململين فيها بتكليف، ولا مظهرين الطاعة ومضمرين العصيان، يطيعون بقلوبهم وجوارحهم، وينفذون أوامر الله تعالى في كل شئونهم وشئون الجماعة المؤمنة، وعلى رأسها الجهاد.
إذا كان المؤمنون يقومون بهذه الواجبات، ويتصفون بهذه الصفات فقد حكم الله تعالى لهم بقوله تعالت كلماته:
[ ص: 3372 ] nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71أولئك سيرحمهم الله الإشارة إلى الصفات التي اتصفوا بها من أنهم أولياء يناصرون بعضهم بعضا، وأنهم يطهرون نفوسهم بالصلاة، وجماعتهم بالزكاة، ويتواصلون بالمودة، ويحمون أنفسهم بالجهاد في سبيل الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبسبب هذه الأوصاف يرحمهم الله تعالى، فيتآزرون ويجتمعون ويتحابون، وأي رحمة أعلى من ذلك، والسين - هنا وفي كل مكان تذكر فيه في القرآن - للدلالة على تأكيد الوقوع.
وقد قال في ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: السين مفيدة وجود الرحمة لا محالة، فهي تؤكد الوعد كما تؤكد الوعيد، كما في قولك: سأنتقم منك يوما - تعني أنك لا تفوتني، وإن تباطأ ذلك، ونحوه
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96سيجعل لهم الرحمن ودا nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5ولسوف يعطيك ربك فترضى nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=152سوف يؤتيهم أجورهم
فالسين وسوف، يدلان على وقوع الفعل في المستقبل القريب والبعيد، ويؤكدان وقوعه، كما أشرنا إلى ذلك في مقام ذكرهما فيما مضى من كلامنا في معاني القرآن العظيم.
وقد بين سبحانه وتعالى قدرته على تنفيذ وعده ووعيده فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71إن الله عزيز حكيم العزيز هو القادر الغالب، مربي العزة في النفوس والجماعة، والحكيم هو الذي يضع كل أمر في موضعه.
وقد قدر الله أن
nindex.php?page=treesubj&link=28822_28328_7862_24661عزة الجماعة تكون بترابطها وتوادها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد، والاستعداد له، والإقبال عليه بنفوس راضية وقلوب مؤمنة، ومن تخلف عنه فقد ذل بعد عزة، وتفرق بعد اجتماع، والله ولي المؤمنين.
nindex.php?page=treesubj&link=28802أَحْوَالُ الْمُؤْمِنِينَ وَصِفَاتُهُمْ
قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=21368_24660_2646_2649_28328_28633_28723_30538_842_844_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=72وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
* * *
ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ أَيْ مِنْ جِنْسِ بَعْضٍ، وَلَمْ يَقُلْ أَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ; لِأَنَّ الْوَلَاءَ يَقْتَضِي الْمَحَبَّةَ وَالنُّصْرَةَ، وَالْمُنَافِقُ لَا يُحِبُّ أَحَدًا، وَلَا وَلَاءَ لَهُ لِأَحَدٍ، بَلْ هُوَ خِبٌّ لَئِيمٌ يَتَرَبَّصُ لِلنَّاسِ الدَّوَائِرَ، وَإِنْ وَافَقَ غَيْرَهُ يَكُونُ مُمَالَأَةً، وَلَا يَكُونُ إِخْلَاصًا، وَمَنْ لَا يُخْلِصُ لِلْحَقِّ لَا يُخْلِصُ لِشَيْءٍ، وَمَنْ لَا يُخْلِصُ لِلَّهِ لَا يُخْلِصُ لِأَحَدٍ.
وَلَكِنْ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ الْأَوْلِيَاءُ جَمْعُ وَلِيٍّ، وَالْوَلِيُّ هُوَ النَّصِيرُ، وَالْمُحِبُّ، وَالْوَالِي هُوَ الَّذِي يَجْعَلُ عِزَّهُ عِزَّةً لِمَنْ يُوَالِيهِ، وَعَبَّرَ عَنْهُمْ بِأَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ; لِأَنَّهُمْ جَمَعَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَالْمَوَدَّةُ وَالْإِخْلَاصُ لِلَّهِ تَعَالَى وَلِلْحَقِّ، وَجَمَاعَتُهُمْ وَأُسَرُهُمْ تَقُومُ عَلَى الْفَضِيلَةِ وَالْإِخْلَاصِ وَالتَّرَاحُمِ; لِأَنَّهُمْ صَغَتْ قُلُوبُهُمْ لِلَّهِ تَعَالَى، وَلَانَتْ
[ ص: 3371 ] أَفْئِدَتُهُمْ لَهُ سُبْحَانَهُ، فَهُمْ مُرْتَبِطُونَ بِرِبَاطٍ مَعْنَوِيٍّ لَا يَنْفَصِمُ، وَمَا تَرْبُطُهُ الْمَادَّةُ يَقْبَلُ التَّحْطِيمَ أَوِ الْقَطْعَ، وَمَا يَرْبُطُهُ الْوَلَاءُ وَالْمَوَدَّةُ لَا تَنْفَصِمُ عُرَاهُ; لِأَنَّهُ مَرْبُوطٌ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا اِنْفِصَامَ لَهَا، فَهِيَ رِبَاطُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَسْتَمْسِكُونَ بِهِ.
وَقَدْ وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ بِصِفَاتٍ تُوَثِّقُ الْإِيمَانَ وَتُقَوِّيهِ.
وَأَوَّلُ وَصْفٍ هُوَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ.
وَثَانِي وَصْفٍ هُوَ مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ أَيْ: يُؤَدُّونَهَا مُقَوَّمَةً مُسْتَقِيمَةً بِخُشُوعٍ وَخُضُوعٍ وَحُضُورٍ لِجَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى فِي أَدَاءِ أَرْكَانِهَا مِنْ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ، لَا أَنْ يَنْقُرُوا نَقْرًا، وَهِيَ الصَّلَاةُ الَّتِي تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ، وَيَتَحَقَّقُ فِيهَا قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
وَثَالِثُ الْأَوْصَافِ هُوَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالزَّكَاةُ هِيَ الْمُعَاوَنَةُ الِاجْتِمَاعِيَّةُ الَّتِي يَتَعَاوَنُ فِيهَا النَّاسُ، فَالْغَنِيُّ يُعِينُ الْفَقِيرَ، كَمَا يُعِينُ الْقَوِيُّ الضَّعِيفَ، وَهِيَ الْمَاعُونُ الَّذِي ذَكَرَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=107&ayano=4فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ nindex.php?page=tafseer&surano=107&ayano=5الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=107&ayano=6الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=107&ayano=7وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ فَالزَّكَاةُ هِيَ الْمُعَاوَنَةُ الَّتِي فَرَضَهَا اللَّهُ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ، يَعْتَقِدُهَا الْمُؤْمِنُ مَغْنَمًا وَلَا يَحْسَبُهَا مَغْرَمًا.
وَالْوَصْفُ الرَّابِعُ ذَكَرَهُ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَتْ كَلِمَاتُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَيْ: طَاعَةً غَيْرَ مُتَمَلْمِلِينَ فِيهَا بِتَكْلِيفٍ، وَلَا مُظْهِرِينَ الطَّاعَةَ وَمُضْمَرِينَ الْعِصْيَانَ، يُطِيعُونَ بِقُلُوبِهِمْ وَجَوَارِحِهِمْ، وَيُنَفِّذُونَ أَوَامِرَ اللَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ شُئُونِهِمْ وَشُئُونِ الْجَمَاعَةِ الْمُؤْمِنَةِ، وَعَلَى رَأْسِهَا الْجِهَادُ.
إِذَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ يَقُومُونَ بِهَذِهِ الْوَاجِبَاتِ، وَيَتَّصِفُونَ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ فَقَدْ حَكَمَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَتْ كَلِمَاتُهُ:
[ ص: 3372 ] nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ الْإِشَارَةُ إِلَى الصِّفَاتِ الَّتِي اِتَّصَفُوا بِهَا مِنْ أَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ يُنَاصِرُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَأَنَّهُمْ يُطَهِّرُونَ نُفُوسَهُمْ بِالصَّلَاةِ، وَجَمَاعَتَهُمْ بِالزَّكَاةِ، وَيَتَوَاصَلُونَ بِالْمَوَدَّةِ، وَيَحْمُونَ أَنْفُسَهُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَبِسَبَبِ هَذِهِ الْأَوْصَافِ يَرْحَمُهُمُ اللَّهُ تَعَالَى، فَيَتَآزَرُونَ وَيَجْتَمِعُونَ وَيَتَحَابُّونَ، وَأَيُّ رَحْمَةٍ أَعْلَى مِنْ ذَلِكَ، وَالسِّينُ - هُنَا وَفِي كُلِّ مَكَانٍ تُذْكَرُ فِيهِ فِي الْقُرْآنِ - لِلدَّلَالَةِ عَلَى تَأْكِيدِ الْوُقُوعِ.
وَقَدْ قَالَ فِي ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ: السِّينُ مُفِيدَةٌ وُجُودَ الرَّحْمَةِ لَا مَحَالَةَ، فَهِيَ تُؤَكِّدُ الْوَعْدَ كَمَا تُؤَكِّدُ الْوَعِيدَ، كَمَا فِي قَوْلِكَ: سَأَنْتَقِمُ مِنْكَ يَوْمًا - تَعْنِي أَنَّكَ لَا تَفُوتُنِي، وَإِنْ تَبَاطَأَ ذَلِكَ، وَنَحْوُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=96سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=5وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=152سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ
فَالسِّينُ وَسَوْفَ، يَدُلَّانِ عَلَى وُقُوعِ الْفِعْلِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، وَيُؤَكِّدَانِ وُقُوعَهُ، كَمَا أَشَرْنَا إِلَى ذَلِكَ فِي مَقَامِ ذِكْرِهِمَا فِيمَا مَضَى مِنْ كَلَامِنَا فِي مَعَانِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ.
وَقَدْ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قُدْرَتَهُ عَلَى تَنْفِيذِ وَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ الْعَزِيزُ هُوَ الْقَادِرُ الْغَالِبُ، مُرَبِّي الْعِزَّةِ فِي النُّفُوسِ وَالْجَمَاعَةِ، وَالْحَكِيمُ هُوَ الَّذِي يَضَعُ كُلَّ أَمْرٍ فِي مَوْضِعِهِ.
وَقَدْ قَدَّرَ اللَّهُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28822_28328_7862_24661عِزَّةَ الْجَمَاعَةِ تَكُونُ بِتَرَابُطِهَا وَتَوَادِّهَا، وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالْجِهَادِ، وَالِاسْتِعْدَادِ لَهُ، وَالْإِقْبَالِ عَلَيْهِ بِنُفُوسٍ رَاضِيَةٍ وَقُلُوبٍ مُؤْمِنَةٍ، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ فَقَدْ ذَلَّ بَعْدَ عِزَّةٍ، وَتَفَرَّقَ بَعْدَ اِجْتِمَاعٍ، وَاَللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ.