nindex.php?page=treesubj&link=28902_30454_32028_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون [ ص: 3578 ]
إنهم ينظرون إلى السماء وما فيها من أبراج وإلى الأرض وما تخرج من طيبات الرزق ولكنهم عمون عن عجائب الوجود، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8تبصرة وذكرى لكل عبد منيب nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9ونـزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10والنخل باسقات لها طلع نضيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=11رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج
ينظرون في الكون ولكن لا يدركون ما يهدي إليه النظر فكأنهم عمي لا يدركون; لأن النظر من غير إدراك لما يدل عليه المنظور من آيات بينات، شأنه كعدم النظر سواء; إذ ثمرة النظر مفقودة في الحالين.
ولذلك قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43ومنهم من ينظر إليك ولكنهم غير ناظرين; لأنهم غير مدركين ما في الوجود من آيات بينات، وقال سبحانه: (إليك) وفي الآية السابقة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=42يستمعون إليك إشارة إلى أنهم يكونون مع النبي بحسهم وليس بعقولهم، ثم قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون وشبههم بالعمي لعدم الثمرة في نظرهم، وهم معرضون عن آيات الله تعالى، والاستفهام للتعجب.
ولقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في هذه الآية والتي قبلها: " ومنهم ناس يستمعون إليك إذا قرأت القرآن وعلمت الشرائع ولكنهم لا يعون ولا يقبلون، وناس ينظرون ويعاينون أدلة الصدق وأعلام النبوة ولكنهم لا يصدقون، أفتطمع أن تسمع الصم ولو انضم إلى صمهم عدم عقولهم; لأن الأصم العاقل ربما تفرس واستدل، ولكن إذا اجتمع سلب السمع والعقل جميعا فلا فائدة في استماعهم ودعوتهم، أتحسب أنك تقدر على هداية الأعمى ولو انضم إلى العمى -وهو فقد البصر- فقد البصيرة، لأن الأعمى له في قلبه بصيرة قد يحدس ويتظنن، وأما العمى مع الحمق فجهد البلاء، وذلك يعني أنهم في اليأس من أن يقبلوا ويصدقوا كالصم والعمي الذين لا بصائر لهم ولا عقول".
[ ص: 3579 ]
إن الله تعالى قد أنزل آياته وشرائعه يهدي بها من يهتدي، ومن ضل فإنما يضل عليها، ووصفها أمام الأعين البصيرة والآذان المستمعة والقلوب المستقيمة، وأنه يؤاخذ الناس بما كسبوا فإن استقاموا على الطريقة كانت الهداية وإن لم يستقيموا كان الضلال، ولذا قال تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=28902_30454_32028_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ [ ص: 3578 ]
إِنَّهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَمَا فِيهَا مِنْ أَبْرَاجٍ وَإِلَى الْأَرْضِ وَمَا تُخْرِجُ مِنْ طَيِّبَاتِ الرِّزْقِ وَلَكِنَّهُمْ عَمُونَ عَنْ عَجَائِبِ الْوُجُودِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=7وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=9وَنَـزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=11رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ
يَنْظُرُونَ فِي الْكَوْنِ وَلَكِنْ لَا يُدْرِكُونَ مَا يَهْدِي إِلَيْهِ النَّظَرُ فَكَأَنَّهُمْ عُمْيٌ لَا يُدْرِكُونَ; لِأَنَّ النَّظَرَ مِنْ غَيْرِ إِدْرَاكٍ لِمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْمَنْظُورُ مِنْ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ، شَأْنُهُ كَعَدَمِ النَّظَرِ سَوَاءٌ; إِذْ ثَمَرَةُ النَّظَرِ مَفْقُودَةٌ فِي الْحَالَيْنِ.
وَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ وَلَكِنَّهُمْ غَيْرُ نَاظِرِينَ; لِأَنَّهُمْ غَيْرُ مُدْرِكِينَ مَا فِي الْوُجُودِ مِنْ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: (إِلَيْكَ) وَفِي الْآيَةِ السَّابِقَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=42يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُمْ يَكُونُونَ مَعَ النَّبِيِّ بِحِسِّهِمْ وَلَيْسَ بِعُقُولِهِمْ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ وَشَبَّهَهُمْ بِالْعُمْيِ لِعَدَمِ الثَّمَرَةِ فِي نَظَرِهِمْ، وَهُمْ مُعْرِضُونَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالِاسْتِفْهَامُ لِلتَّعَجُّبِ.
وَلَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَاَلَّتِي قَبْلَهَا: " وَمِنْهُمْ نَاسٌ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنِ وَعَلِمْتَ الشَّرَائِعَ وَلَكِنَّهُمْ لَا يَعُونَ وَلَا يَقْبَلُونَ، وَنَاسٌ يَنْظُرُونَ وَيُعَايِنُونَ أَدِلَّةَ الصِّدْقِ وَأَعْلَامَ النُّبُوَّةِ وَلَكِنَّهُمْ لَا يُصَدِّقُونَ، أَفَتَطْمَعُ أَنْ تَسْمَعَ الصُّمَّ وَلَوِ اِنْضَمَّ إِلَى صَمِّهِمْ عَدَمُ عُقُولِهِمْ; لِأَنَّ الْأَصَمَّ الْعَاقِلَ رُبَّمَا تَفَرَّسَ وَاسْتَدَلَّ، وَلَكِنْ إِذَا اِجْتَمَعَ سُلِبَ السَّمْعَ وَالْعَقْلَ جَمِيعًا فَلَا فَائِدَةَ فِي اِسْتِمَاعِهِمْ وَدَعْوَتِهِمْ، أَتَحْسَبُ أَنَّكَ تَقْدِرُ عَلَى هِدَايَةِ الْأَعْمَى وَلَوِ اِنْضَمَّ إِلَى الْعَمَى -وَهُوَ فَقْدُ الْبَصَرِ- فَقْدُ الْبَصِيرَةِ، لِأَنَّ الْأَعْمَى لَهُ فِي قَلْبِهِ بَصِيرَةٌ قَدْ يَحْدُسُ وَيَتَظَنَّنُ، وَأَمَّا الْعَمَى مَعَ الْحُمْقِ فَجُهْدُ الْبَلَاءِ، وَذَلِكَ يَعْنِي أَنَّهُمْ فِي الْيَأْسِ مِنْ أَنْ يَقْبَلُوا وَيُصَدِّقُوا كَالصُّمِّ وَالْعُمْيِ الَّذِينَ لَا بَصَائِرَ لَهُمْ وَلَا عُقُولَ".
[ ص: 3579 ]
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَنْزَلَ آيَاتِهِ وَشَرَائِعَهُ يَهْدِي بِهَا مَنْ يَهْتَدِي، وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا، وَوَصَفَهَا أَمَامَ الْأَعْيُنِ الْبَصِيرَةِ وَالْآذَانِ الْمُسْتَمِعَةِ وَالْقُلُوبِ الْمُسْتَقِيمَةِ، وَأَنَّهُ يُؤَاخِذُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا فَإِنِ اِسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ كَانَتِ الْهِدَايَةُ وَإِنْ لَمْ يَسْتَقِيمُوا كَانَ الضَّلَالُ، وَلِذَا قَالَ تَعَالَى: