قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين [ ص: 3621 ]
ذكر الله تعالى قولهم: أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا أي: لتصرفنا عما وجدنا عليه آباءنا من عبادة فرعون والآلهة التي يحل فيها، ومن عبادة الشمس وإله الزرع وعبادة البقر. وتكون لكما الكبرياء في الأرض أي: السلطان والسيطرة والحكم في الأرض وهي أرض مصر; وعبر عن الحكم والسلطان بالكبرياء; لأن المصريين كانوا لا يفهمون في الحكم إلا الاستعلاء والتحكم والاستكبار، وأن تكون طبقة الحاكمين العالية وطبقة المحكومين المرذولين، وعبادة المحكوم للحاكم.
ثم أكدوا كفرهم بالحق لما جاءهم فقالوا: وما نحن لكما بمؤمنين نفوا عن أنفسهم صفة الإيمان نفيا مؤكدا وكان ذلك:
أولا - بذكر الضمير الدال على التعظيم.
ثانيا - بالجملة الاسمية، وقوله: (لكما) لامتناع التسليم، بل إنهم مناوئون غير مستسلمين، بل هم منصرفون.