ولما بلغ أشده آتاه حكمة وعلما بالأمور وتدبيرها، عندما تمكن من حكم مصر، ولذا قال تعالى: ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين
وكهذا التكريم والتعليم نجزي الذين اتصفوا بالإحسان في أعمالهم وقلوبهم حتى صاروا خالصين لله تعالى.
وهنا نسأل أتناولته الأيدي بالبيع والشراء حتى وصل إلى العزيز، فاشتراه، أم أن الذي اشتراه ابتداء هو العزيز; الظاهر من العبارات أن المشتري الأول لم يكن العزيز، وإلا كان يذكر، والله أعلم.
* * *
المحنة النفسية
تنقل يوسف من محنة إلى محنة، لقد امتحنه الله تعالى بإرادة إخوته له الضياع، ثم امتحنه بالرق، وهو الكريم ابن الكريم وقد احتمل، ثم امتحنه بعد ذلك بمحنة لا يقوى عليها إلا أهل العزيمة، وهي فتنة النساء به، وخاف أن يصبو إليهن، ولذا قال تعالى:
* * *