الخلاص
قال تعالى:
وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر [ ص: 3828 ] وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم
* * *
ابتدأ الخروج من السجن، لأن نور النبوة خرج إليهم بعد أن اهتدى بنورها من اهتدى من نزلائه، وكانوا يودون أن يعودوا بعد أن يخرجوا أنسا بيوسف.
رأى الملك رؤيا صادقة، إن وصفت رؤيا ممن لم يكن موحدا - بالصدق، وإن لم تكن وحيا، رأى الملك سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف أي: نحيلات لا لحم عليهن، ولا سمن فيهن، والعجاف يأكلن السمان، ورأى سبع [ ص: 3829 ] سنبلات خضر وأخر يابسات لا خضرة فيهن، وهي متجاورات، نادى ملأه، وهم شيعته الذين يحيطون به وقال: يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون يقال عبر الرؤيا، أي: جاء بما تدل عليه الحال النفسية التي دلت عليها من عبارة بينة موضحة، وقد تكون من عبور النهر بمعنى عبر النهر، أي: بلغ نهايته، وهي هنا ما تنتهي إليه الرؤيا من حقائق قد تكون ثابتة، ومعنى أفتوني في رؤياي أي: اعبروا إلي هذه الرؤيا التي هي أمري وحالي المستولي على نفسي المستغرق لها.